محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الصف

صفحة 421 - الجزء 4

  يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ٧} لا أحد أظلم ممن نسب إلى الله سبحانه وتعالى من القول ما لم يقل، وذلك أن المشركين كانوا يقولون: إن الله تعالى هو الذي يأمرهم بالشرك وعبادة الأصنام والاستقسام بالأزلام، وأنه الذي أمرهم بدين الجاهلية وكان النبي ÷ يدعوهم⁣(⁣١) إلى الله تعالى وإلى الحق والهدى، فكانوا يتهمونه بالكذب والزور والبهتان، ويرمونه بالسحر والجنون؛ فأخبر الله سبحانه وتعالى أن هؤلاء قد بلغوا النهاية في الظلم والفساد، وأنهم قد استحقوا أشد العذاب.

  {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ} ثم أخبر الله تعالى عن سبب استحقاقهم أشد العذاب، وذلك أنهم يسعون جهدهم للقضاء على دين الإسلام وإنهاء دعوة النبي ÷.

  {وَاللَّهُ⁣(⁣٢) مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ٨} ولكن الله تعالى لن يمكنهم، وسيرد كيدهم في نحورهم، وسيظهر دينه على رغم أنوفهم.

  {هُوَ⁣(⁣٣) الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ٩} أرسل الله تعالى محمداً ÷ بالهدى ودين الحق، وأراد أن يظهر


(١) سؤال: لعلكم بنيتم تفسيركم على أن «يدعى» مأخوذ من دعوته إلى الإسلام فهل يصح أن نحمله على النسبة يعني: وهو منتسب إلى الإسلام فتكون دالة على نفي الكذب عن رسول الله ÷ بطريق المبالغة فكأنه قال: فكيف تنسبونه إلى رسول الله ÷؟ أم ترون هذا بعيداً؟

الجواب: القريب هو ما ذكرنا، بل هو الظاهر المفهوم فلا يعدل عنه.

(٢) سؤال: هل هذه الجملة حالية فماموضع: «ولو كره الكافرون»؟

الجواب: الجملة حالية «والله متم نوره»، وجملة: «ولو كره الكافرون» في موضع نصب حال من مرفوع «مُتِمّ ..» فالحال متداخلة.

(٣) سؤال: هل الجملة ابتدائية أم ماذا؟ وما الوجه في إفراد «الدين كله»؟

الجواب: الجملة ابتدائية مستأنفة، وأفرد «الدين» لأن المراد الجنس لذلك أتبع بلفظ «كله».