سورة الصف
  {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا(١) لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ٦} ثم ذكر الله تعالى ما قاله نبيه عيسى بن مريم عليه وعلى أمه السلام لبني إسرائيل حيث قال لهم: إنه رسول من عند الله إليهم برسالة مصدقة للتوراة، ومؤيدة لها، وإنه مبشر لهم برسول يرسله الله تعالى إليهم وإلى غيرهم يأتي بعده، اسمه أحمد، فلما بعث الله أحمد ~ وآله كفروا به وقالوا إنه ساحر، وما جاء به من عند الله سحر، وقد أراد الله تعالى من المسلمين أن يعتبروا فلا يفعلوا مثل ما فعله بنو إسرائيل من الكفر والتمرد.
  {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ(٢) وَاللَّهُ لَا
(١) سؤال: فضلاً إذا كانت حالاً فأين العامل فيها؟ وأين صاحبها؟ وما موضع جملة «يأتي من بعدي»؟ وكذا جملة «اسمه أحمد»؟
الجواب: «مصدقاً» حال من رسول الله والعامل فيها ما في «إنَّ» من معنى الفعل، وجملة «يأتي من بعدي» في محل جر صفة لرسول. و «اسمه أحمد» صفة أخرى لرسول فهي في محل جر.
(٢) سؤال: ما محل جملة: {وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ}؟ وما ينبني عليها من معنى؟
الجواب: جملة {وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ} في محل نصب حال من فاعل «افترى». والذي يستفاد من ذلك: أن الذي يرد الحق والهدى بعدما استبان له بالحجج والبينات ولا يكتفي بالرد بل يفتري على الله ويقول إن الحق الذي شرعه الله هو كذا وكذا ويصر على ذلك لا يكون أحد أظلم منه أي: أن ذنبه أكبر وأعظم من ذنب الكافر أو المشرك أو الفاسق، وبيان ذلك:
١ - أنه كذب بالحق الذي جاء من عند الله على لسان رسوله ÷.
٢ - أنه افترى الكذب على الله حين قال: بل الحق كيت وكيت.
٣ - أنه تكبر على الله وترفع عن قبول الحق الذي جاء من عند الله فلم يقبله بل استهان به وألقاه خلف ظهره أو تحت قدمه، وأبى أن يكون الحق إلا ما افتراه من تلقاء نفسه، وقد كان المفروض أن يتواضع لله ويخشع ويخضع لقبول ما جاء من عند الله لا أن يأنف من قبوله ويترفع عن الأخذ به.