سورة الصف
  ويهبوها في سبيل الله تعالى ونصر دينه، فهذه هي التجارة التي ستنجيهم من عذاب الله تعالى (الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله).
  {يَغْفِرْ(١) لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ(٢) طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ١٢ وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ(٣) مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ ١٣} وسيجازيكم على ذلك الجزاء الأوفى: سيغفر لكم جميع(٤) ذنوبكم، وسيدخلكم في رحمته ورضوانه، وستفوزون بجنته ونعيمه الأبدي، وأخبرهم أنه لا يزال هناك ثواب آخر ينتظرهم في الدنيا غير ذلك الثواب، وهو أنه سينصرهم على عدوهم، وسيفتح لهم البلدان، وسيظفرون بالغنائم الكثيرة والأموال الطائلة، وسيبدلهم غنى يغنيهم بعد فقرهم وفاقتهم، ثم أمر الله سبحانه نبيه أن يبشر المؤمنين بهذا الجزاء العظيم.
  {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا أَنْصَارَ اللَّهِ كَمَا(٥) قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
(١) سؤال: ما الوجه في جزم هذا الفعل مفصلاً؟
الجواب: قوله: «تؤمنون» و «تجاهدون» خبر والمعنى على الأمر والطلب، أي: آمنوا، وجاهدوا، فجزم «يغفر» في جواب الطلب أي: أن الجزم على المعنى، والإعراب على المعنى باب مفتوح.
(٢) سؤال: ما وجه عطف المساكن على جنات؟
الجواب: هذا من عطف الخاص على العام لزيادة حسن فيه على عموم الجنة.
(٣) سؤال: علام عطف قوله: «وأخرى»؟
الجواب: يصح في «وأخرى» عدة أوجه من الإعراب فيجوز أن تكون «أخرى» معطوفة على «تجارة» في قوله: «هل أدلكم على تجارة» فتكون «أخرى» مجرورة، وهذا الوجه أحسن ما يجوز فيها وأولى بالصحة والقبول.
(٤) سؤال: يقال: من أين فهمنا جميع الذنوب؟
الجواب: الجمع المضاف يفيد العموم كما هو مقرر في أصول الفقه.
(٥) سؤال: ما إعراب «كما قال عيسى بن مريم»؟ وما ينبني عليه من معنى؟
الجواب: قد وجهوا إعراب ذلك بعدة أوجه فيها بعض تكلف، وقد رأيت وجهاً آخر غير ما =