محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الصف

صفحة 424 - الجزء 4

  لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ فَآمَنَتْ طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَتْ طَائِفَةٌ⁣(⁣١) فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ ١٤}⁣(⁣٢) ثم حث الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين على المبادرة والجد في نصر دينه، وأن يبذلوا كل غال في سبيل ذلك، وأن يكونوا كأولئك الذين باعوا


= ذكروه، وهو أن يكون «كما قال عيسى» خبراً ثانياً لـ «كونوا» أي: «كونوا مثل أنصار عيسى حين قال لهم من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله»، وليس المراد أن يكون مثل قول عيسى.

(١) سؤال: هل المراد أن الحواريين انقسموا طائفتين مؤمنة وكافرة أم كيف؟

الجواب: المنقسمون هم بنو إسرائيل دون الحواريين.

(٢) سؤال: روي عن الإمام الأعظم زيد بن علي في قوله: «فأيدنا الذين آمنوا ... إلخ» أنه قال بالعلم والحجة فهل ترونه مناسباً مع ظاهر الآية؟

الجواب: المناسبة مستقيمة بين تفسير الإمام والآية، ويمكن الاستدلال لذلك بحديث: «لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة ..».

سؤال: ما هي مظاهر نصرة الله في هذا الزمن؟

الجواب: أصبح اليوم نشر العلم وتعليم الناس من أكبر الفرائض - إن لم نقل أكبر الفرائض - على العلماء والمتعلمين حيث أن الجهل قد سيطر في البلدان فبَعُدَ عهدهم من العلم والعلماء، ومن أجل أن المذاهب الباطلة غزت البلاد مستغلة غياب العلم والعلماء فقد أصبح للنصرانية أتباع في العاصمة وسوف تنتشر، وللبهائية أتباع، ومذهب الاثني عشرية بدأ ينتشر في صنعاء وغيرها، وقد سيطرت السلفية على الكثير من بلاد الزيدية، والعلمانية الغربية لها نفوذ واسع، وهناك ... وهناك ... كما لا يخفى، وكل أولئك يريدون طمس الدين الحق ومحوه من الوجود؛ لذلك قلنا: إن أوجب الواجبات أو من أهم الواجبات نشر العلم بين المجتمعات وتعليم الناس معالم دينهم، ولا يتم ذلك إلا بانتشار المعلمين وكل من له ملكة في الدين في البلدان والسكنى عندهم والمكث بينهم يعلم صغيرهم وكبيرهم ويرابط ثمة حتى يحيي بينهم العلم والهدى والدين، فهذا هو ما يلزم في هذا الزمان من النصر لله ولدينه، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠}⁣[الحج].