محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الجمعة

صفحة 432 - الجزء 4

  الله تعالى لا ينقصه أداء فرائضه أو شيء من طاعاته، بل إن الطاعة من أكبر أسباب الرزق. وقوله {اللَّهْوِ}: هو ما كان المسلمون يجتمعون⁣(⁣١) حوله من الغناء، وضرب الطبول غافلين عن الصلاة، وعن ذكر الله تعالى.

  * * * * *


(١) سؤال: هل تريدون بقايا أعمال الجاهلية؟ أم ما كان يفعله بعض الكفار من محاولة تجميعهم على القينات حتى نزل فيه قوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ ...} إلخ [لقمان: ٦]، فهل يناسب هذا كون الآية مدنية أم ماذا تقصدون؟ وهل تدل الآية على تحريم ضرب الطبول أو الاستماع إلى ذلك الذي جوَّزه بعض العلماء في الأعراس أم لا؟ فلماذا؟

الجواب: كأن المراد هنا باللهو ما يعم الجائز وغير الجائز؛ لأن الذم الموجه هنا للمنصرفين عن المسجد والنبي ÷ يخطب هو لتركهم النبي ÷ قائماً يخطب يوم الجمعة وإيثارهم الخروج إلى اللهو أو التجارة، لا لكون ما خرجوا إليه محرماً؛ لذلك فلا تفيد الآية تحريم ما يسمى لهواً فقد قال تعالى: {إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ ...}⁣[محمد: ٣٦]، ولا على تحريم ضرب الطبول على الإطلاق، والذي عرفته أن الطبل [الطاسة] كان يضرب بين يدي العلامة الكبير سيدي علي بن محمد العجري ¦ وبين يدي علماء ضحيان في يوم الغدير.