سورة المنافقون
  {إِنَّهُمْ سَاءَ(١) مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ٢} بلغوا الغاية في الفساد وفي مساوئ الأعمال.
  {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ ٣} ساءت أعمال المنافقين بسبب أنهم آمنوا ودخلوا في الإسلام ثم إنهم بعد ذلك تشككوا وكفروا بالنبي ÷ وبدينه وبما جاء به من رسالة ربه تعالى فقست قلوبهم وعميت بصائرهم.
  {وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ كَأَنَّهُمْ خُشُبٌ مُسَنَّدَةٌ يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ ٤}(٢) ثم وصف الله سبحانه وتعالى لنبيه ÷ هؤلاء المنافقين بأن عليهم هيئة حسنة ومظهراً جميلاً يُعجِبُ من رآهم، ويعجبه كلامهم وحديثهم ومنطقهم الحسن الفصيح، يكادون يأخذون اللب بفصاحتهم وحسن كلامهم.
  وإذا قرأ عليهم النبي ÷ القرآن فلا يعون(٣) منه شيئاً ولا يفقهونه، ولا ينفذ إلى قلوبهم شيء مما يسمعونه من القرآن الذي يتلى عليهم، ومن صفتهم أنهم كانوا إذا سمعوا داعي النبي ÷ للجهاد فإنه يصيبهم الخوف الشديد وتأخذهم
(١) سؤال: هل يمكن أن نعرف صحة الإخبار بالإنشاء (أسلوب الذم) أو تخريجه هنا؟
الجواب: لا يصح الإخبار بالإنشاء إلا أنه في هذا ونحوه متأول والتقدير إنهم مذمومون أو إنهم مقول فيهم ساء ما يعملون.
(٢) سؤال: ما الوجه في فصل كل جملة في الآية عن سابقتها؟ وأين المفعول الثاني لـ «يحسبون»؟ وما معنى الفاء في قوله: «فاحذرهم»؟
الجواب: الجمل المذكورة أحوال مترادفة من الضمير المجرور «لقولهم» والمفعول الثاني لـ «يحسبون» هو قوله «عليهم» فهو متعلق بمحذوف، والفاء عاطفة للمسبب على السبب.
(٣) سؤال: ما وجه التجوز عن هذا بقوله: «كأنهم خشب مسندة»؟ وما وجه التضعيف في «مسندة»؟
الجواب: وجه الشبه بين المنافقين والخشب المسندة عدم فهم الخطاب وتعقله، والتضعيف لإفادة الكثرة في الخشب الدال على كثرة المنافقين الذين كانوا يحضرون كلام النبي ÷.