محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الطلاق

صفحة 453 - الجزء 4

  يطلقها أكثر من واحدة.

  {لَا تُخْرِجُوهُنَّ⁣(⁣١) مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} وإذا طلقتموهن فلا تخرجوهن من بيوتهن، وأنفقوا⁣(⁣٢) عليهن حتى تنتهي عدتهن، وهن فلا يخرجن⁣(⁣٣) من بيوتهن حتى تنتهي عدتهن إلا إذا كانت تؤذي أهل زوجها أو ترميهم بالكلام الفاحش والبذيء⁣(⁣٤) فإنها تخرج في هذه الحالة من بيت زوجها.


= في ذلك الطهر؟

الجواب: ذلك مأخوذ من السنة وليس من هذه الآية.

(١) سؤال: فضلاً ما إعرابها؟ وما إعراب «لا يخرجن»؟ وما موضع المصدر «أن يأتين»؟ وبم نصب الفعل هذا؟

الجواب: «لا» ناهية. «تخرجوهن» مضارع مجزوم بلا الناهية وعلامة جزمه حذف النون والواو فاعل وضمير النسوة مفعول به. «لا يخرجن» لا: ناهية، يخرجن: فعل مضارع مبني على السكون في محل جزم والنون فاعل مبني على الفتح في محل رفع. «أن يأتين» موضعه النصب على الظرفية، والتقدير: ولا يخرجن في أي وقت من الأوقات إلا وقت أن يأتين بفاحشة مبينة، ونصب الفعل بأن المصدرية، والفعل مبني على السكون في محل نصب.

(٢) سؤال: من أين نستفيد وجوب النفقة؟

الجواب: النفقة تابعة للسكنى؛ لأنها إذا كانت محبوسة في بيت الزوج بأمر الله فتلزم لها النفقة.

(٣) سؤال: ما الوجه في تقييد عدم جواز خروجهن بكونه في التطليقة الأولى والثانية فقط في كلام أهل الفقه؟

الجواب: الوجه هو ما ذكره الله تعالى من العلة والسبب في نهيه عن خروج الزوجات المطلقات من بيوت أزواجهن بقوله: {لَا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ١} أي: لعل الله يحدث رغبة في قلب الزوج أو قلبيهما فيراجع زوجته، وهذا إنما يكون في الطلاق الرجعي الأول والثاني.

(٤) سؤال: يقال: ظاهر الفاحشة المبينة في الزنا فما وجه صرفه إلى البذاءة في الكلام؟

الجواب: قد فسرت الفاحشة بالزنا، وفسرت بما ذكرنا، وإنما ذكرنا البذاءة لأنها هي المتوقع حصولها من المطلقة خلال العدة، ويكثر حصول ذلك من المطلقات فيحصل منها أذى كثير لأهل بيت الزوج، والزنا غير متوقع خلال العدة وهي في بيت الزوج.