سورة الطلاق
  {ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} لن يمتثل لأوامره تعالى وتعاليمه(١) إلا من كان يؤمن بالله تعالى، ويصدق باليوم الآخر.
  {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا(٢) ٢ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ٣}(٣) ومن اتقى الله سبحانه وتعالى وامتثل أوامره فإنه تعالى سيجعل له مخرجاً من كل ضيق وشدة في الدنيا، ومن الوقوع في المصائب والفتن، ويسهل أرزاقه، ويكفيه ما أهمه من أمور دنياه من حيث لا يتوقع ولا يحتسب، وسيصلح له جميع أموره، ومن اعتمد على الله سبحانه وتعالى ووكل جميع أموره إليه فإن الله تعالى حسيبه وكافيه، وهذا وعد من الله سبحانه وتعالى، وإذا وعد الله تعالى بوعد فلا بد أن ينفذ وعده، غير أن حكمته
= يمين من الزوجة أنها ما تعلم أنه راجع.
(١) سؤال: يقال: ما الوجه في إطلاق الوعظ على المسائل الفقهية؟
الجواب: أطلقت العظة هنا لأن ما ورد من أحكام جاءت بالأمر والنهي والتحذير والتذكير وليست العظة شيئاً آخر غير ما ذكرنا.
(٢) سؤال: هل من جملة المخرج توفيقه إلى عدم الدخول في الورطات في مسائل الطلاق المتقدمة ونحوها؟ أم أنه ابتداء كلام جديد؟
الجواب: نعم من جملة المخرج التوفيق لمن امتثل أمر الله في الطلاق وحدوده بعدم الدخول في الورطات والسلامة من الندم والتوفيق إلى ما فيه الخير في الدنيا والاخرة، وهذه الآية وإن وردت في موضوع الطلاق فإنها عامة لكل من يتقي الله ويمتثل أمره وينتهي عند نهيه ولا يتجاوز حدوده في الطلاق وفي غيره من أبواب الدين.
(٣) سؤال: ما الفرق بين القراءتين «بالغ أمره» بالإضافة وبغير إضافة؟ وما محل جملة «قد جعل الله لكل شيء قدراً»؟ وهل القدْر بمعنى التقدير أم بمعنى الأجل والمدة؟
الجواب: الفرق بين القراءتين هو لفظي والمعنى واحد، فالإضافة إنما تفيد تخفيف اللفظ، وجملة «قد جعل الله لكل شيء قدراً» لا محل لها من الإعراب تعليلية، و «قدراً» بمعنى: تقديراً لأجَلَه ومدته وكيفيته أي: كون البلاء النازل بالإنسان بلاء بالغاً أو بلاء صغيراً أو بينهما.