سورة الطلاق
  {أَعَدَّ(١) اللَّهُ لَهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا فَاتَّقُوا(٢) اللَّهَ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ الَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا ١٠ رَسُولًا(٣) يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ
(١) سؤال: هل هذه الجملة ابتدائية أم ماذا؟
الجواب: نعم هي مستأنفة لتأكيد ما سبق.
(٢) سؤال: ما السر في تكرير الأمر بالتقوى في هذه السورة أكثر من خمس مرات؟ وما الوجه في أمر المؤمنين أن يحذروا مثل فعال هذه القرى المهلَكة وهم قد آمنوا؟
الجواب: السر في تكرير التقوى هو من أجل أن لا يتهاونوا بما أمرهم الله به من أحكام الطلاق وما يتبعه من النفقة والعدة والسكنى فكررت التقوى ليأخذوا بكل التعاليم مأخذ الجد ولا يتهاونوا بشيء منها أو كلها، وذلك لأن بعض هذه الأحكام المتعلقة بالطلاق وتوابعه في هذه السورة قد يبدوا في نظر المخاطبين صغيراً غير ذي أهمية، فاقتضى الحال لذلك أن يذكرهم الله بالتقوى أربع مرات بين تلك الأحكام ليعلموا أنها عند الله عظيمة فلا يعرضوا أنفسهم لغضب الله بمخالفتها أو التهاون بها، ثم ختم تلك الأحكام المتعلقة بالطلاق وتوابعه بتذكيرهم بما حل بالقرى الكثيرة التي تجاوزت حدود ربها وعصته وتمردت عن طاعته، وأنه حاسبها حساباً شديداً وعذبها عذاباً عظيماً وذلك من أجل أن يعظم للمخاطبين أمر تلك الأحكام وأنهم إن تهاونوا بها فسيعرضوا أنفسهم لغضب الله وحسابه وعذابه، فليحذروا أن يحل بهم مثل ما حل بأهل تلك القرى الكثيرة التي أحل الله بها غضبه وعذابه لما عصوه ولم يمتثلوا أمره.
(٣) سؤال: ما موضع «الذين آمنوا» بعد قوله: «يا أولي الألباب»؟ وما إعراب «رسولاً» فلم يتضح لنا كونه بدلاً من «ذكراً» لعدم فهم المعنى فهل توافقونا في ذلك؟ وما وجه استدلال بعض أصحابنا بها على أن أهل بيت رسول الله ÷ هم أهل الذكر إذا قلنا بفساد المعنى على البدلية؟
الجواب: موضع «الذين آمنوا ..» النصب على أنه نعت للمنادى المضاف أو عطف بيان. «رسولاً» مفعول به لأرسلنا محذوفاً أي: أرسلنا رسولاً يتلو عليكم، وتكون هذه الجملة مستأنفة لبيان كيفية إنزال الذكر إلينا في جواب سؤال مقدر، وهذا الإيجاز غير مخل، وليس فيه تلبيس ولا توهيم عند التأمل لوجود ما يدفع توهم البدلية، فالذكر شيء والرسول شيء آخر، فلا يصح =