سورة الطلاق
  الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ} وقد أعد الله سبحانه وتعالى لهم العذاب الشديد في الآخرة، فاحذروا أن تفعلوا أفعالهم وقد أنعم الله سبحانه وتعالى عليكم بأن أرسل إليكم رسولاً من أنفسكم، وأنزل معه القرآن ليقرأه عليكم، ويذكركم بآياته وبيناته الواضحة التي يخرجكم بها من ظلمات الشرك والجهل إلى نور الحق والهدى.
  {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا قَدْ أَحْسَنَ اللَّهُ لَهُ رِزْقًا ١١}(١) ثم أخبرهم أن من آمن بالله تعالى، وعمل الأعمال الصالحة - فإنه سيثيبه بالنعيم الدائم في جنات النعيم والبساتين المثمرة التي تجري الأنهار من تحتها.
  {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا ١٢}(٢)
= فيه بدل الكل من الكل ولا بدل الاشتمال؛ لأن الذكر غير مشتمل على الرسول، وهذا مع أن قوله: «أنزلنا» مانع من صحة البدلية، فلا يصح: أنزلنا رسولاً إلا بتأويل، ولا داعي للتأويل مع إمكان توجيه الكلام بوجه صحيح من غير تأويل، وغاية ما يعترض على ما ذكرنا هو حذف الفعل، وهو جائز مع ورود القرينة.
وإذا فسد القول بالبدلية فلا يصح الاستدلال بها على ما قاله بعض علماؤنا، ولو فسد الاستدلال بالآية فأهل البيت هم أهل الذكر وأهل القرآن وأهل الحق بدليل حديث الثقلين المجمع على صحته.
(١) سؤال: ما موضع جملة «قد أحسن الله له رزقاً»؟ وما وجه تنكير «رزقاً»؟ وهل يؤخذ من الآية أن الثواب يسمى رزقاً؟
الجواب: «قد أحسن الله له رزقاً» في محل نصب حال ثانية، والأولى «خالدين» فهي في محل نصب. ونكر «رزقاً» للتعظيم. ويؤخذ من الآية أن نعيم الجنة يسمى رزقاً.
(٢) سؤال: هل جملة «الله الذي خلق ..» ابتدائية أم لها موضع فما هو؟ وما محل «يتنزل الأمر بينهن»؟ وإلام يعود الضمير في «بينهن»؟ ولم أسند التنزل إلى الأمر لا إلى الباري تعالى؟ وما =