سورة الطلاق
  ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عباده بأنه وحده الذي يستحق الإلهية، وأن يخصوه بعبادتهم؛ لأنه الذي خلق هذه السماوات السبع والأرضين السبع، ثم أخبرهم بأنه ينزل القرآن من السماء إلى الأرض؛ ليطلعهم على عظيم قدرته وإحاطة علمه(١).
  * * * * *
= الوجه في تضعيف الفعل «يتنزل الأمر» إذا كان المراد بالأمر القرآن؟ وما وجه تقديم الجار والمجرور «من الأرض» وهل يحتاج «لتعلموا» مفعولين فأين هما؟ أم يكفي فيه مفعول واحد فأين هو؟ وما إعراب «علماً»؟
الجواب: جملة «الله الذي خلق» ابتدائية، وجملة «يتنزل الأمر» في محل نصب حال، وضمير «بينهن» يعود إلى «سبع سموات ومن الأرض». وإسناد التنزل إلى الأمر مجاز عقلي، والفاعل الحقيقي معلوم. وجاء التضعيف «يتنزل» لنزول الأمر شيئاً فشيئاً وجزءاً فجزءاً وآية فآية وسورة فسورة ولم ينزل دفعة واحدة. وقدم «من الأرض» لأن الأرض هي المقصودة بالذكر. أما قوله: «مثلهن» فليس إلا كالصفة للأرض. و «أن» وما دخلت عليه في قوله: «إن الله على كل شيء قدير» على تأويل مصدر ساد مسد مفعولي «لتعلموا». وقوله: «علماً» تمييز نسبة أي: أنه محول عن فاعل وكان الأصل: أحاط علمه بكل شيء.
(١) سؤال: هل يؤخذ من الآية صحة الاستدلال على أن الله قادر وعالم بالسمع؟ وعدم الاحتياج إلى العقل في ذلك؟ أم كيف؟
الجواب: خلق الله السموات والأرض ليكونا آية على عظمة الله وقدرته وسعة علمه؛ فالناظر في آياتهما سيعلم أن الله على كل شيء قدير وأنه بكل شيء عليم، ولا يحتاج المكلف للحصول على النتيجة إلا لمن ينبهه إلى النظر والتفكر.
سؤال: ما المناسبة في ختم سورة الطلاق المشتملة على أحكامه ومسائله بآية التوحيد هذه: «الله الذي خلق سبع سموات ...»؟
الجواب: في هذه الآية التنويه بأهمية أحكام هذه السورة بقوله: «يتنزل الأمر بينهن» وهذا مع ما فيها من الإشارة إلى تمام السورة ونهايتها، وهذا من حيث ذكر الغرض والغاية من خلق السموات والأرض.