الله سبحانه وتعالى هذا المثل للمرأة المؤمنة تكون تحت زوج كافر بأن كفره لن يضرها⁣^(⁣١) أو يجرح في إيمانها ما دامت متمسكة بإيمانها.

  {وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ⁣^(⁣٢) وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ١٢}⁣^(⁣٣) ثم ضرب الله سبحانه وتعالى مريم بنت عمران مثلاً وقدوة للنساء لأجل أن يقتدين بها في إيمانها وانقطاعها إلى الله تعالى، ويقتدين بها أيضاً في عفتها وطهارتها، وأن ينظرن كيف نفخ الله سبحانه وتعالى الروح في بطنها من غير زوج ليطلع الناس على عظيم قدرته؛ وقوله: {وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا} يعني صدقت برسالة عيسى # وآمنت به وبما نزل عليه من عند الله تعالى، وكانت قانتة مطيعة لله سبحانه وتعالى.

  * * * * *

(١) سؤال: يقال: فكيف بقوله سبحانه: {لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ}⁣[الممتحنة: ١٠]؟

الجواب: يقال: قد كان ذلك غير محرم في زمن فرعون، بل وفي أول الإسلام، ولم ينزل التحريم إلا عام الحديبية تقريباً، وبعد التحريم يخرج الكافر فلا يضر المؤمنة البقاء تحت زوج ظالم أو فاسق.

(٢) سؤال: علام عطف قوله: «ومريم»؟ ولم قال: «من القانتين» دون «القانتات»؟ وما الفرق بين قراءة الإفراد «وكتابه»، والجمع «وكتبه»؟

الجواب: «ومريم» معطوفة على امرأة فرعون. وقال: «من القانتين» دون القانتات تغليباً للمذكر على المؤنث. ولا فرق بين «كتابه» و «كتبه» فالمفرد يراد به الجنس لا العهد فيعم، ويدل لذلك قراءة «وكتبه» بالجمع.

(٣) سؤال: ما المناسبة في ختم هذه السورة بهذه الآية الكريمة؟

الجواب: في هذه الآية بيان الغاية المقصودة مما ورد في هذه السورة من أوامر وإرشادات لنساء النبي ÷، وفي ذلك إشارة إلى تمام السورة ونهايتها.