سورة التحريم
  وحذر الناس منهم، وفضحهم وبين للناس أعمالهم، وكان إذا قيل له: اقتل فلاناً المنافق، يجيب: «لا يتحدث الناس بأن محمداً يقتل أصحابه».
  {ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا(١) فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ١٠} ضرب الله سبحانه وتعالى هذا المثل لعائشة وحفصة(٢) ليعلمهما أنه لن ينفعهما كونهما من أزواج النبي ÷، فتلك امرأة نوح وامرأة لوط أوجب الله تعالى لهما دخول نار جهنم مع الكافرين، ولم ينفعهما كونهما زوجتي نوح ولوط @، ولم يشفع لهما ذلك، ولم يغن عنهما شيئاً من عذاب الله.
  {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ(٣) قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ١١} وضرب
(١) سؤال: بم حصلت الخيانة من امرأة نوح وامرأة لوط @؟
الجواب: حصلت الخيانة بنقل أخبارهما وأسرارهما إلى القوم الكافرين المعادين لهما، وحاشا زوجات أنبياء الله À من الوقوع في الفاحشة أو الدنو منها فهن في أعلى درجات العفة والطهارة من الفاحشة، فما كان الله تعالى ليختار لأنبيائه ورسله À إلا أعف الزوجات وأطهرهن.
(٢) سؤال: يقال: صريح الآية أن المثل مضروب للذين كفروا فكيف يكون لزوجتي النبي ÷؟
الجواب: لا شك أن نصب الحرب على رسول الله ÷ كفر، ولولا نعمة الله عليهما بفتح باب التوبة: {إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا ...} لم يكونا بعدما صدر منهما من أمهات المؤمنين، وعلى هذا فالمثل مضروب لهما إن أصرتا على التمرد والعصيان ثم لمن يصنع مثل صنعهما من زوجات النبي ÷ أو من زوجات أولياء الله الصالحين.
(٣) سؤال: ما إعراب: «امرأة فرعون إذ قالت»؟
الجواب: «امرأة فرعون» مفعول به أول لضرب. «مثلاً» المفعول الثاني. «فرعون» مضاف إلى امرأة. «إذ» بدل من مثلاً.