محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحاقة

صفحة 507 - الجزء 4

  أيديهم إلى أعناقهم بالسلاسل، ثم يسحبوهم على وجوههم إلى جهنم فيسلكوهم في سلسلة من نار طولها سبعون ذراعاً، ويَشُكُّونهم فيها كما تسلك الجراد في الفتيل.

  {إِنّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ ٣٣ وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ٣٤} ثم ذكر الله سبحانه وتعالى السبب فيما صار إليه ذلك العاصي من العذاب وهو أنه كان لا يؤمن بالله تعالى، وبما أنزله من الآيات الواضحة والحجج المنيرة، ولا يحث على عمل الخير والبر، ويمنع طعام اليتامى والمساكين وإعطاءهم.

  {فَلَيْسَ⁣(⁣١) لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ ٣٥ وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ ٣٦ لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِئُونَ ٣٧} فلم يعد له في ذلك اليوم صديق ينفعه أو طعام يقتاته إلا ما يخرج من الصديد وقيح أهل النار الذي جعله الله تعالى لإطعام أهل جهنم.

  {فَلَا أُقْسِمُ بِمَا تُبْصِرُونَ ٣٨ وَمَا لَا تُبْصِرُونَ ٣٩ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ٤٠ وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ ٤١ وَلَا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ⁣(⁣٢) ٤٢ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ ٤٣} أقسم الله للمشركين بكل ما يبصرونه ويشاهدونه⁣(⁣٣)


= فعل وفاعل ومفعول به، «ثم» حرف عطف كذلك، «في سلسلة» جار ومجرور متعلق بقوله: «فاسلكوه»، «ذرعها سبعون» مبتدأ وخبر، «ذراعاً» تمييز للعدد، والفاء عاطفة لجملة مقدرة بعد «ثم» أي: ثم زيدوا في عذابه فاسلكوه.

(١) سؤال: ما معنى الفاء هنا؟ وما إعراب «هاهنا»؟ وما العامل فيها؟

الجواب: الفاء هي الفصيحة أي: إن شئت تعرف مصيره؟ «حميم» اسم ليس وخبرها «له» متعلق بمحذوف. «هاهنا» ظرف مكان للإنسان متعلق بما تعلق به الخبر.

(٢) سؤال: ما الوجه في فصل «قليلاً ما تذكرون»؟ وما وجه رفع قوله «تنزيل»؟

الجواب: «قليلاً ما تذكرون» جملة معترضة، ووجه الفصل كونها معترضة، «تنزيل» رفع لكونه خبراً لمبتدأ محذوف.

(٣) سؤال: يقال: ما الوجه في القسم بالأشياء المشاهدة كلها؟

الجواب: الوجه هو التنبيه إلى آيات الله الموجودة فيها فإنهم لو نظروا حق النظر فيها لعلموا صحة ما جاءهم به النبي ÷ في القرآن وتيقنوا أنه حق.