محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الحاقة

صفحة 508 - الجزء 4

  في الدنيا من الآيات، وبما لا يبصرونه مما غاب عنهم من خلقه وآياته بأن هذا القرآن الذي يتلوه عليكم محمد ÷ كلام جاء به رسول كريم من عند الله تعالى وهو جبريل #، لا كما تقولون أيها المشركون إنه كلام شاعر وكلام ساحر⁣(⁣١)، فلو أنكم تفكرتم بعقولكم وتدبرتم لعرفتم أنه على خلاف ما تقولون وتدعون، فحجته قائمة فيه ملازمة له، إلا أنهم كما أخبر الله عنهم ضعيفو الإيمان والتصديق قليلو التذكر والتدبر.

  {وَلَوْ⁣(⁣٢) تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ ٤٤ لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ٤٥ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ ٤٦ فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ ٤٧}⁣(⁣٣) ثم أخبرهم الله سبحانه وتعالى أن محمداً لو افترى ولو شيئاً يسيراً من القرآن لأخذه الله أخذ قوي مقتدر ولعذبه عذاباً شديداً. والوتين: هو الودج، يعني: لَقَطَع رقبه وعذبه، ولما قدر أحد على منعه عنه أو الدفع عنه.

  {وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ٤٨}⁣(⁣٤) وأخبرهم أن ما جاءهم به من القرآن إنما هو


(١) سؤال: هل الكهانة نفس السحر أم بينهما فرق فما هو؟

الجواب: السحر شيء والكهانة شيء آخر، فالكهانة هي الإخبار بما سيقع في المستقبل، وموضوع السحر ما يشوش رؤية العين فترى الشيء على غير صورته فيرى الزوج مثلاً صورة زوجته على صورة منفرة ونحو ذلك.

(٢) سؤال: هل يمكن أن نأخذ من هنا أن الرسول الكريم النبي ÷ لا جبريل؟

الجواب: ولو أمكن ما ذكرتم إلا أن ما في التكوير يمنع ما ذكرتم {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ١٩ ذِي قُوَّةٍ عِنْدَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ ٢٠ مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ ٢١ وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ ٢٢} والقرآن يبين بعضه بعضاً.

(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب «بعض الأقاويل» و «من أحد» و «حاجزين»؟

الجواب: «بعض الأقاويل» مفعول به مضاف للأقاويل، «من أحد» مجرور لفظاً مرفوع محلاً اسم «ما»، «حاجزين» خبر «ما» منصوب.

(٤) سؤال: علام عطفت هذه الجملة؟

الجواب: تكون معطوفة على جواب القسم.