محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المعارج

صفحة 518 - الجزء 4

  لأحد على أحد عنده إلا بالتقوى والعمل الصالح.

  {فَلَا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشَارِقِ وَالْمَغَارِبِ إِنَّا لَقَادِرُونَ ٤٠ عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ⁣(⁣١) خَيْرًا مِنْهُمْ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ ٤١} ثم أقسم الله سبحانه وتعالى لأولئك المشركين بأنه قادر على أن يعذبهم ويهلكهم ويأتي بقوم غيرهم، وأنهم لن يستطيعوا أن يفوتوه أو يهربوا من قبضته وقدرته، وأنه سيدركهم ويأخذهم أينما كانوا.

  {فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ ٤٢ يَوْمَ⁣(⁣٢) يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ ٤٣} فاتركهم يا محمد يخوضوا في غيهم وضلالهم حتى يحين موعد أخذهم وتعذيبهم، وهو يوم يبعثهم الله تعالى من قبورهم مسرعين إلى إجابة داعي الرحمن للحساب والجزاء، لا يلوون


= بذلك النصوص النبوية الصحيحة كحديث المنزلة المروي في البخاري: «علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»، وحديث الراية يوم خيبر الذي روي في البخاري: «لأبعثن بالراية غداً رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ...»، ثم أهل بيت رسول الله ÷ فمنزلتهم في التقوى فوق منازل القرابة والصحابة رضوان الله عليهم لحديث الكساء الذي رواه مسلم وغيره حيث جمع النبي ÷ علياً وفاطمة والحسن والحسين ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً»، وحديث الثقلين المروي في مسلم: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض».

(١) سؤال: ما وجه حذف أحد المفعولين لـ «نبدل»؟

الجواب: حذف للعلم به من السياق أي: نبدلهم خيراً منهم، والإيجاز بالحذف باب من أبواب البلاغة.

(٢) سؤال: هل هذا بدل من قوله «يومهم» أم ماذا؟ وما إعراب «سراعاً»؟ ومم أخذت لفظة «يوفضون»؟

الجواب: نعم هو بدل من «يومهم». سراعاً: حال من فاعل «يخرجون». ويوفضون: مأخوذ من أوفض يوفض إيفاضاً.