محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المعارج

صفحة 517 - الجزء 4

  برضوان الله وثوابه في جنات النعيم.

  {فَمَالِ الَّذِينَ كَفَرُوا قِبَلَكَ مُهْطِعِينَ⁣(⁣١) ٣٦ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ ٣٧ أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ ٣٨ كَلَّا}⁣(⁣٢) كان المشركون إذا قرأ النبي ÷ القرآن يسرعون إليه ليستمعوا إلى قراءته ويقفون عن يمينه وشماله جماعات جماعات يستهزئون به ويسخرون منه ومن قراءته، ويظنون في أنفسهم أنهم أهل الكرامة عند الله وأهل الزلفى لديه، فاستنكر⁣(⁣٣) الله تعالى عليهم طمعهم ذلك وزجرهم عنه لكفرهم بالله تعالى ورسوله ÷ وتكذيبهم بآياته.

  {إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا يَعْلَمُونَ ٣٩} ثم أجاب الله تعالى عنهم بأن الأمر ليس كما يعتقدون، وأخبرهم أن الناس سواسية عنده قد خلقوا من النطفة، ولا كرامة⁣(⁣٤)


(١) سؤال: ما الذي تفيدنا هذه الآية من معنى هنا؟

الجواب: الذي نستفيده من هنا العبرة والعظة والصبر الذي يلقاه الدعاة إلى الله الذين يرشدون الناس إلى الدين الحق فإذا علموا ما لقي رسول الله ÷ في تبليغ رسالة الله من الأذى والسخرية والاستهزاء وغير ذلك فإنه يهون عليهم ما يلقون ويبعث في نفوسهم الصبر والقوة والتحمل.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب هاتين الآيتين؟ وما محل المصدر «أن يدخل»؟

الجواب: «فمال الذين» الفاء عاطفة، و «ما» اسم استفهام في محل رفع مبتدأ، «للذين» متعلق بمحذوف خبر المبتدأ، «كفروا» صلة الموصول، «قِبَلَك» ظرف مكان متعلق بمهطعين، «مهطعين» حال من «الذين»، «عن اليمين وعن الشمال» متعلق بمحذوف حال أيضاً من الذين، «عزين» حال أيضاً من الذين، «أن يدخل» في تأويل مصدر مجرور بفي، أو منصوب على نزع الخافض.

(٣) سؤال: إذا كان الاستفهام للإنكار فما فائدة «كلا» بعده؟

الجواب: فائدتها الزجر عن الطمع والردع عنه.

(٤) سؤال: هل احتجنا هذا التقدير لأجل تتمة المعنى؟

الجواب: نعم، ذلك من أجل بيان المعنى المراد، وقد كان الرسول ÷ هو أتقى الناس، ثم تفاضل الناس بعده فكان علي # أتقى الناس وأكرمهم على الله بعد نبيه ÷، نطقت =