محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة نوح

صفحة 521 - الجزء 4

  ولا مفر لهم منه.

  {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا ٥ فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا ٦ وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ⁣(⁣١) وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا ٧ ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا⁣(⁣٢) ٨ ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا ٩}⁣(⁣٣) وقد حاول نوح # فيهم وتحيل في إدخال الإيمان إلى قلوبهم،


= الوقت لم يؤخروا ولم يقدموا عنه؟ وكذا لأجل الأعمال؛ للأحاديث الصحيحة في صلة الأرحام وغيرها أم لا ترونه مناسباً فلماذا؟

الجواب: «أجل الله» هو وقت نزول العذاب عليهم إن لم يستجيبوا لدعوة نوح #، وإذا استجابوا فإنه تعالى سيؤخرهم إلى آجالهم المسماة، والأجل الأول والثاني هو وقت قبض أرواحهم فإذا جاء وقت الأجل الأول لا يستأخرون. وأجل قوم نوح # واحد هو وقت قبض أرواحهم لا أجل لهم سواه في الواقع، أما الأجل الآخر فهو مشروط مقدر، ولكن لو أنهم آمنوا واستجابوا لأخرهم الله تعالى إلى الأجل المسمى قطعاً؛ لقوله تعالى: {وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} أما في علم الله فليس لهم إلا أجل واحد وهو وقت قبض أرواحهم، والأمر كما ذكرتم وفصَّلتم.

(١) سؤال: هل كانوا يجعلون أناملهم في آذانهم حقيقة أم ذلك مجاز؟ وكذا تغطيهم بالثياب هل هو حقيقة أم مجاز؟

الجواب: الظاهر الحقيقة، ويصح أن يكون ذلك كناية عن كراهتهم لسماع قوله ونفورهم منه فكانوا بمنزلة من لا يسمع. واستغشوا ثيابهم: كناية عن كراهتهم لرؤيته ونفورهم من صورته، فلا مانع من التفسير بالوجهين.

(٢) سؤال: ما السر في التعبير بـ «ثم» في قوله: «ثم إني دعوتهم جهاراً» وفي الآية التي بعدها؟

الجواب: السر هو أن ما بعد «ثم» الأولى والثانية أبلغ في الدعوة مما قبلها وأعظم تأثيراً، فـ «ثم» للتراخي في قوة الدعوة.

(٣) سؤال: ما الذي يستفيده المرشد من كيفية إرشاد نوح # لقومه؟

الجواب: يستفاد من ذلك كيفية الدعوة إلى الله والتدرج فيها:

١ - الدعوة إلى عبادة الله والتحذير من معصيته مبيناً ما يترتب على طاعة الله من زيادة الأعمار =