سورة المدثر
  حتى أن كل شخص منهم يريد أن يؤتيه الله تعالى بوحي ورسالة. ومعنى «منشرة»: مكشوفة غير مطوية.
  {كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ ٥٣ كَلَّا إِنَّهُ تَذْكِرَةٌ ٥٤ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ ٥٥} ثم زجرهم الله تعالى عما يريدون، وذكر السبب الذي حملهم على الكبر ودعاهم إلى الإصرار على الكفر والتكذيب بآيات الله ورسوله ÷ فذكر أنه كُفْرُهم باليوم الآخر، وعدم محاذرتهم مما سيقع فيه ثم زجرهم عن عدم مبالاتهم باليوم الآخر، وأخبر أن هذا القرآن تذكرة معروضة لهم فمن شاء أن يتذكر وينتفع بما فيه من العبر والزواجر والمواعظ والوعيد الشديد.
  {وَمَا يَذْكُرُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ ٥٦}(١) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه لا يستطيع أحد أن يتذكر إلا بمشيئته وإرادته، وقد شاء ذلك عندما أرسل إليهم رسولاً يذكرهم ويرشدهم.
  ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أنه أهلٌ لأن يتقيه العباد ويحذروه، ويخافوا عذابه، وأنه أهْلٌ لغفران ذنوبهم إن أرادوا التوبة والرجوع إليه.
  * * * * *
(١) سؤال: ما موضع {إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ}؟ ولم فصلت جملة {هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى} عن سابقتها؟
الجواب: «أن يشاء الله» في موضع جر بالإضافة لأن التقدير: إلا وقت أن يشاء الله أو نصب بنزع الخافض. وفصلت جملة «هو أهل التقوى ..» عن سابقتها لكونها تعليلية.
سؤال: ما هي المناسبة في جعل هذه الآية خاتمة للسورة؟
الجواب: المناسبة هي حسم طمع النبي ÷ وإقناعه من إيمان قريش، وأنها لا تنفع فيهم المواعظ والحجج والآيات والبراهين، وذلك مؤذن بنهاية السورة.