محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المدثر

صفحة 555 - الجزء 4

  {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ٤٨}⁣(⁣١) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أن من مات مصراً على الضلال والباطل فقد استحق العذاب ودخول النار، ولن ينفعه أي صديق أو شفيع، أو يدفع عنه.

  {فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ ٤٩ كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ ٥٠ فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ ٥١(⁣٢)} ثم استنكر الله سبحانه وتعالى على قريش إعراضهم عن كل ما يذكرهم به النبي ÷ من آيات الله تعالى وهروبهم منه ونفورهم عنه كما تهرب الحمير وتنفر عندما ترى الأسد.

  {بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتَى صُحُفًا مُنَشَّرَةً ٥٢}⁣(⁣٣) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عن قريش بأنهم أهل كبر وعناد شديد، وأهل استعلاء وترفع على الناس


(١) سؤال: هل في الآية هذه دلالة صريحة على أن قاطع الصلاة أو مانع الزكاة لا حظ له في الشفاعة أم كيف؟

الجواب: نعم فيها دلالة على ما ذكرتم وذلك من حيث أن كل واحدة مما ذكر من الخصال موجبة للنار بدليل قوله: {وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ٤٦} فإن التكذيب مستقل بوجوب دخول النار، ومن حيث تعدادهم للأسباب كل سبب في جملة مستقلة ولم يقولوا: كنا نفعل كذا وكذا وكذا.

(٢) سؤال: فضلاً لو أعربتم هذه الآيات الثلاث لكان مناسباً؟

الجواب: الفاء عاطفة، «ما لهم» مبتدأ وخبر، «عن التذكرة» جار ومجرور متعلق بمعرضين، و «معرضين» حال من الضمير المجرور في «لهم»، «كأنهم حمر مستنفرة» كأن: للتشبيه تنصب الاسم وترفع الخبر والضمير اسمها، و «حمر» خبرها، و «مستنفرة» صفة لحمر، والجملة في محل نصب حال من الضمير المستكن في معرضين فهي حال متداخلة، «فرت» فعل ماض وفاعله ضمير مستتر يعود للحمر، «من قسورة» جار ومجرور متعلق بفرت، والجملة في محل رفع صفة ثانية لحمر.

(٣) سؤال: ما موضع المصدر «أن يؤتى»؟ وعلام نصب «صحفاً»؟

الجواب: موضع المصدر النصب مفعول به لـ «يريد»، «صحفاً» مفعول به ثان ليؤتى، والمفعول الأول هو نائب الفاعل.