سورة القيامة
  بعد الموت؟ وكيف يستبعد أن يحيي الله عظامه بعد أن صارت رميماً، وهو يعلم أنه قد خلقه وأوجده من العدم؟ أليس من قدر على الخلق الأول يقدر على أن يخلقه مرة أخرى؟
  والبنان: هي رؤوس الأنامل التي ترتسم فيها البصمات الدقيقة في الأصبع التي تميز كل شخص عن الآخر، فلا يكاد يوجد بصمتان مستويتان على الإطلاق، وفي ذلك دلالة على زيادة الإمكان في القدرة، فإذا قدر الله سبحانه وتعالى على خلق الإنسان مع إعادة خلق بصماته التي كانت في الدنيا فإن ذلك أدل على القدرة لو أنهم نظروا وتفكروا.
  {بَلْ يُرِيدُ الْإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ ٥} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أن هؤلاء المشركين قد عرفوا(١) الحق وتيقنوا صحة البعث والحساب، ولكن طبيعتهم التمرد والعناد والاستكبار والإعراض عن آيات الله تعالى فكفروا وجحدوا بيوم القيامة(٢).
  {يَسْأَلُ أَيَّانَ(٣) يَوْمُ الْقِيَامَةِ ٦} ثم يسألون عن موعد حصوله، ولكن سؤالهم ذلك إنما هو سؤال استخفاف واستهزاء واستبعاد.
(١) سؤال: هل أخذنا هذا من مدلول «بل» المفيدة للإضراب أم من ماذا؟
الجواب: نعم عرف من ذلك.
(٢) سؤال: لا زال معنى «ليفجر أمامه» ملتبساً علينا؟ وهل المراد بـ «أمامه» ظرف الزمان أي المدة المستقبلة من عمره فلو وضحتم المعنى الدقيق لكان مناسباً؟
الجواب: اللام زائدة مثلها في قوله: {يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ}[الصف: ٨]، أي: يريد الإنسان الفجور والإقامة على الفجور في مستقبله أي: الإقامة على فعل المعاصي والفجور والكفر والتكذيب بيوم القيامة.
(٣) سؤال: ما موضع الجملة الاسمية هذه؟
الجواب: هي في محل نصب مفعول به ليسأل أي: يسأل عن يوم القيامة.