محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة القيامة

صفحة 559 - الجزء 4

  {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ ٧ وَخَسَفَ الْقَمَرُ ٨ وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ٩ يَقُولُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ الْمَفَرُّ⁣(⁣١) ١٠ كَلَّا لَا وَزَرَ ١١ إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمُسْتَقَرُّ ١٢}⁣(⁣٢) يوم القيامة هو اليوم الذي يبعثهم الله فيه من الموت فتلمع⁣(⁣٣) أبصارهم مما يرون من الأهوال والأفزاع أمامهم والتي هم مقبلون عليها، وذلك عندما يذهب ضوء القمر، ويختل نظام الكون، وتتهاوى أجرام السماوات، ويجمع بين الشمس والقمر في الزوال والفناء، فعند ذلك سيبحث ذلك المنكر عن المفر والمهرب من هول ما يرى من الأهوال والأفزاع؛ فيزجرون عن طلب المفر والسؤال عن المخرج ويقال لهم: إنه لا ملجأ لهم ولا مفر ولا مهرب، وهذا هو يوم الرجوع إلى الله للجزاء والحساب.

  {يُنَبَّأُ الْإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ بِمَا قَدَّمَ وَأَخَّرَ ١٣}⁣(⁣٤) وعند ذلك ستكون صحيفته منتظرة له ليستلمها ويحاسب على ما كتب فيها من أعماله صغيرها وكبيرها.

  {بَلِ الْإِنْسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ ١٤ وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ ١٥} أراد الله سبحانه


(١) سؤال: مم أخذت «برق»؟ وما نوع اسمية «المفر»؟

الجواب: أخذت من البريق وهو اللمعان من شدة شخوصه ونظره إلى المخوف حيث أن الشاخص يفتح عينيه ولا يغمضهما من شدة الهول، و «المفر» اسم مكان من: فرَّ يفر.

(٢) سؤال: هل جملة «إلى ربك يومئذ المستقر» ابتدائية بيانية؟ أم ماذا؟

الجواب: الجملة تعليلية لما قبلها.

(٣) سؤال: لم يظهر لنا معنى لمعان أبصارهم فكيف هو؟

الجواب: بسبب أن الشاخص يفتح عينيه عند النظر إلى المخوف فلا يغمضهما فيبقى اللمعان ظاهراً.

(٤) سؤال: هل يطلق التقديم على ما عمل الإنسان من خير وشر والتأخير على تركه للفرائض أم التقديم على عمل الخير والتأخير على عمل الشر فما وجهه؟

الجواب: قد قالوا في تفسير ذلك عدة أقوال، والذي أراه مناسباً أن «ما قدم» هو ما قدمه من شر ونسيه لطول العهد به، «وأخر» بما عمله من شر في آخر عمره.