محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة المرسلات

صفحة 579 - الجزء 4

  ولا يدفع عنهم شيئاً من لهيب نار جهنم، ولا يجدون فيه إلا زيادة العذاب.

  {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ٣٢ كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ٣٣ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ٣٤} ثم وصف الله سبحانه وتعالى قوة النار وشدة لهيبها وعظيم اشتعالها فقال: إنها تقذف بشرر عظام كل شررة منها كالبيت العظيم، والجمالات⁣(⁣١) الصفر: هي الجبال الصغيرة.

  {هَذَا⁣(⁣٢) يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ ٣٥ وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ⁣(⁣٣) ٣٦ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ٣٧} وفي ذلك اليوم ستخرس ألسنة المكذبين، ويحال بينهم وبين الاعتذار فلا يؤذن لهم بتقديم أي عذر حينها.

  {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ⁣(⁣٤) وَالْأَوَّلِينَ ٣٨} ثم يخبرهم الله سبحانه وتعالى


(١) سؤال: وما الفرق بينها وبين «جمالة» التي قرأ بها حفص؟ وهل هناك مأخذ في تسمية الجبال بالجمالة؟ وهل يصح حملها على الإبل السوداء كما قاله بعضهم أم لا؟

الجواب: الفرق بين جمالة وجمالات أن جمالات جمع الجمع أي: جمع لجمالة، وجمالة جمع.

وأما التسمية فقد قالوا: إن الأسماء لا تعلل فلا يقال لم سمي البيت بيتاً والجبل جبلاً والأرض أرضاً والسماء سماً و ... إلخ.

وما فسرنا به جمالات هو تفسير الإمام الهادي # كما في المصابيح، ولا مانع من التفسير لجمالات أو لجمالة بالإبل ما دامت الكلمة موضوعة لذلك.

(٢) سؤال: هل هذه الجملة ابتدائية أم ماذا؟

الجواب: نعم ابتدائية مستأنفة.

(٣) سؤال: ما الوجه في عدم جزم «فيعتذرون» مع تقدم النفي وكون الاعتذار مسبباً عن الإذن؟

الجواب: الوجه أن تكون الفاء عاطفة غير سببية أي لمجرد العطف أي: لا يؤذن لهم في التوبة والاعتذار فيكون «يعتذرون» منفياً لعطفه على منفي، وتفسير الإمام الهادي # يدل على هذا كما في المصابيح.

(٤) سؤال: ما موضع هذه الجملة؟

الجواب: يحتمل أن تكون حالية من يوم الفصل، والرابط مقدر أي: فيه، ويحتمل أن تكون استئنافاً بيانياً جواب سؤال مقدر.