سورة المرسلات
  ولا يدفع عنهم شيئاً من لهيب نار جهنم، ولا يجدون فيه إلا زيادة العذاب.
  {إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْرِ ٣٢ كَأَنَّهُ جِمَالَةٌ صُفْرٌ ٣٣ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ٣٤} ثم وصف الله سبحانه وتعالى قوة النار وشدة لهيبها وعظيم اشتعالها فقال: إنها تقذف بشرر عظام كل شررة منها كالبيت العظيم، والجمالات(١) الصفر: هي الجبال الصغيرة.
  {هَذَا(٢) يَوْمُ لَا يَنْطِقُونَ ٣٥ وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ(٣) ٣٦ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ٣٧} وفي ذلك اليوم ستخرس ألسنة المكذبين، ويحال بينهم وبين الاعتذار فلا يؤذن لهم بتقديم أي عذر حينها.
  {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ جَمَعْنَاكُمْ(٤) وَالْأَوَّلِينَ ٣٨} ثم يخبرهم الله سبحانه وتعالى
(١) سؤال: وما الفرق بينها وبين «جمالة» التي قرأ بها حفص؟ وهل هناك مأخذ في تسمية الجبال بالجمالة؟ وهل يصح حملها على الإبل السوداء كما قاله بعضهم أم لا؟
الجواب: الفرق بين جمالة وجمالات أن جمالات جمع الجمع أي: جمع لجمالة، وجمالة جمع.
وأما التسمية فقد قالوا: إن الأسماء لا تعلل فلا يقال لم سمي البيت بيتاً والجبل جبلاً والأرض أرضاً والسماء سماً و ... إلخ.
وما فسرنا به جمالات هو تفسير الإمام الهادي # كما في المصابيح، ولا مانع من التفسير لجمالات أو لجمالة بالإبل ما دامت الكلمة موضوعة لذلك.
(٢) سؤال: هل هذه الجملة ابتدائية أم ماذا؟
الجواب: نعم ابتدائية مستأنفة.
(٣) سؤال: ما الوجه في عدم جزم «فيعتذرون» مع تقدم النفي وكون الاعتذار مسبباً عن الإذن؟
الجواب: الوجه أن تكون الفاء عاطفة غير سببية أي لمجرد العطف أي: لا يؤذن لهم في التوبة والاعتذار فيكون «يعتذرون» منفياً لعطفه على منفي، وتفسير الإمام الهادي # يدل على هذا كما في المصابيح.
(٤) سؤال: ما موضع هذه الجملة؟
الجواب: يحتمل أن تكون حالية من يوم الفصل، والرابط مقدر أي: فيه، ويحتمل أن تكون استئنافاً بيانياً جواب سؤال مقدر.