سورة النبأ
  فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا ١٢ وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا ١٣ وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ(١) مَاءً ثَجَّاجًا ١٤ لِنُخْرِجَ بِهِ حَبًّا وَنَبَاتًا ١٥ وَجَنَّاتٍ أَلْفَافًا ١٦} يستنكر الله سبحانه وتعالى عليهم استبعادهم لقدرته تعالى على إحيائهم بعد مماتهم، فكيف يستبعدون ذلك على قدرة الله تعالى، ألم ينظروا إلى آثار قدرته فقد مهد لهم الأرض وجعلها صالحة لسكناهم بقدرته؟ وكيف ثبتها عن أن تتمايد بهم بالجبال الرواسي؟ وكيف خلقهم بقدرته ذكراناً وإناثاً ليتناسلوا ويتكاثروا؟ وكيف أنعم عليهم بالنوم لراحة أجسامهم من تعب النهار ونصبه؟ هيأ الليل وجعله ساتراً لهم بظلمته، وكيف هيأ لهم النهار وسهل لهم فيه سبل معايشهم والسعي وراء أرزاقهم؟
  وكذلك استنكر عليهم لماذا لا ينظرون إلى آثار قدرته في السماوات؟ وكيف زينها بالنجوم والكواكب المضيئة والمتوهجة؟ ومعنى «شداداً»: الشدة في قوة البناء وشدة تماسكها بغير عمد، وشدة في عظمة خلقها وكثرة آياتها، وكيف أنزل لهم بقدرته الماء الكثير المبارك من السحاب؟
  والثجاج: هو الكثير المبارك. وكذلك لماذا لا ينظرون كيف أخرج لهم بالماء المبارك الحب والنبات الذي يأكلونه هم وأنعامهم؟
  ومعنى «جنات ألفافاً»: بساتين متشابكة الأغصان.
  فما بالكم أيها المشركون تستبعدون بعد كل ذلك قدرة الله سبحانه وتعالى على إحياء عظامكم وبعثكم وخلقكم من جديد؟
  {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا ١٧}(٢) ثم بعد أن عرضهم على آثار قدرته حتى
(١) سؤال: ما السر في تسمية السحاب بالمعصرات؟
الجواب: المعصرات هي السحاب التي أوشكت على الإمطار وصب الماء وقد فسر الهادي # المعصرات بالحابسات للماء، وقالوا: إن المعصرات مأخوذ من قولهم للجارية التي قاربت البلوغ بالحيض معصر.
(٢) سؤال: ما نوع اسمية «ميقاتاً»؟
الجواب: اسم زمان.