محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النبأ

صفحة 584 - الجزء 4

  عرفوا وتيقنوا عندها أنه على كل شيء قدير فأصروا على كفرهم وعنادهم أكد لهم أن يوم القيامة الذي يفصل الله فيه بين العباد لا بد أن يقع حتماً، وأخبرهم أنه ميقات اجتماعهم عنده، والحكم بينهم فيه بحكمه.

  {يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا ١٨} وذلك اليوم هو يوم فيه سينفخ الله سبحانه وتعالى في صوركم فتجيبونه جميعاً وتأتونه أفواجاً، فوجاً بعد فوج.

  {وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا ١٩} وفي ذلك اليوم ستفتح السماء وتتكسر حتى تصير أبواباً وفجوات، وستتهاوى أجرامها ويختل نظام الكون جميعاً.

  {وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا ٢٠} وسيفجر الله سبحانه وتعالى الجبال في ذلك اليوم حتى تصير غباراً متطايراً يشبه السراب.

  {إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا ٢١ لِلطَّاغِينَ مَآبًا ٢٢ لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا⁣(⁣١) ٢٣ لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا ٢٤ إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا ٢٥} معنى «مرصاداً» محل ترقب وإرصاد للمجرمين، وفي ذلك اليوم سيكون مأوى أولئك المتجاوزين للحق إلى الباطل إلى جهنم التي وعدهم أنها ستكون منزلهم ومأواهم الدهور والأزمان التي لا نهاية ولا انقطاع لها، لا شراب لهم فيها إلا ماء الحميم الذي يقطع أمعاءهم. والغساق: هو صديد أهل جهنم، وقيح جلودهم.


(١) سؤال: بماذا تعلق قوله «للطاغين»؟ وما إعراب «لابثين فيها أحقاباً»؟

الجواب: «للطاغين» متعلق بمآباً، ويجوز تعلقه بمرصاداً. «لابثين» حال من ضمير الطاغين. «فيها» متعلق لـ «لابثين». «أحقاباً» ظرف زمان.

سؤال: كيف يرد المرشد على ما يقال بأن الحقب في اللغة ثمانون عاماً فيؤدي على أن لبث الطاغية في النار سينتهي بمرور أحقاب من هذه المدة؟

الجواب: هذه الآية هي في وعيد الكافرين بدليل: {إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا ٢٧} وأهل المذاهب الإسلامية متفقون على القول بخلود الكافرين في جهنم لا خلاف بينهم لا في قديم الدهر ولا في حديثه.