سورة النبأ
  الله تعالى مصطفين خاضعين لله تعالى لا يجرؤون على التكلم بكلمة واحدة، عليهم الخضوع والسكينة لما يجدون من هيبة الله تعالى وعظمته وجلاله فلا يتكلم أحد إلا إن أذن له بالقول الحق.
  {ذَلِكَ الْيَوْمُ الْحَقُّ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ مَآبًا ٣٩}(١) ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أن ذلك اليوم الذي يكفرون به وينكرونه هو اليوم الحق الذي لا بد أن يقع، فمن أراد أن يستعد للقاء الله تعالى في ذلك اليوم ويتخذ له طريقاً إليه وإلى السلامة من عذابه وسخطه فقد أنقذ نفسه وأعتقها.
  {إِنَّا أَنْذَرْنَاكُمْ عَذَابًا قَرِيبًا يَوْمَ يَنْظُرُ(٢) الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَالَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا ٤٠}(٣) يخاطب الله تعالى المشركين بأن يحذروا فقد قرب موعد نزول عذابه وسخطه، فكل آت قريب.
  ويخبرهم أن الأولى بهم أن يقدموا لأنفسهم العمل الصالح وطاعة الله تعالى حتى يأتوا يوم القيامة وصحائفهم بيضاء ناصعة البياض، وحتى لا يندموا عندما يرون صحائف أعمالهم وقد أحصي عليهم فيها ما عملوه من الأعمال القبيحة فيندمون عند ذلك أشد الندم، ويتمنون من شدة ما يرون من الحساب الدقيق، وما سيكون عليهم من الجزاء - أنهم لو لم يخلقوا ولم يبعثهم الله تعالى من جديد.
  * * * * *
(١) سؤال: هل تعلق الجار والمجرور «إلى ربه» بقوله «مآباً»؟ إن كان فما فائدة تقدمهما؟
الجواب: «إلى ربه» متعلق بمآباً، وقدم الجار والمجرور لأهميته من حيث أنه المقصود في الجملة.
(٢) سؤال: ما فائدة تنكير قوله: «عذاباً قريباً»؟ وعلام انتصب قوله: «يوم ينظر»؟
الجواب: التنكير للتعظيم والتهويل. «يوم ينظر» متعلق بمحذوف صفة لعذاباً.
(٣) سؤال: ما هي المناسبة في جعل هذه الآية خاتمة للسورة المباركة؟
الجواب: في الآية إشارة إلى تمام السورة من حيث إفادتها إلى آخر ما يصير إليه الكافر وغاية ما ينتهي إليه حاله وعاقبة أمره.