سورة النبأ
  والكواعب: هن اللاتي في أول شبابهن، والأتراب: هن المستويات في السن، وسيسخر الله سبحانه وتعالى لخدمتهم غلماناً يغدون عليهم ويروحون بأطيب المشروبات وألذ المأكولات، ودهاقاً: يعني ممتلئة.
  {لَا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا وَلَا كِذَّابًا ٣٥} ولن يسمع أهل الجنة فيها أي كلام لغو أو باطل فقد جمع الله تعالى أهل ذلك في جهنم.
  {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا(١) ٣٦ رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ} وأن ذلك النعيم جزاءٌ من الله سبحانه وتعالى على أعمالهم الصالحة.
  وقوله {عَطَاءً}: فيه دلالة على أنه تفضل عليهم بالأضعاف المضاعفة من عنده، والمتفضل عليهم هو رب السماوات والأرض والمالك لما فيهما ذو الرحمة الواسعة والعطاء الواسع، فنِعْمَ المتفضِّلُ ونِعْمَ الفَضْلُ.
  {لَا يَمْلِكُونَ مِنْهُ(٢) خِطَابًا ٣٧} وهو صاحب الهيبة والجلال فلن يجرؤ أحد على مخاطبته والتكلم إليه في ذلك اليوم لعظمته وجلاله وهيبته.
  {يَوْمَ يَقُومُ(٣) الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفًّا لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا ٣٨} وفي ذلك اليوم سيمثل جبريل # ومن معه من الملائكة بين يدي(٤)
(١) سؤال: فضلاً ما إعراب {جَزَاءً مِنْ رَبِّكَ عَطَاءً حِسَابًا ٣٦ رَبِّ السَّمَوَاتِ ..}؟
الجواب: «جزاء» مفعول مطلق مؤكد لمضمون ما تقدمه. «من ربك» متعلق بمحذوف صفة لجزاء. «عطاء» بدل من جزاء، «حساباً» صفة لعطاء بمعنى كافياً من قولهم: حسبي أي: كفاني. و «رب السموات» بدل من «ربك» على قراءة الجر.
(٢) سؤال: بماذا تعلق قوله «منه» وضحوا ذلك أيدكم الله؟
الجواب: متعلق بمحذوف حال مما بعده.
(٣) سؤال: ما العامل في «يوم يقوم» النصب؟
الجواب: «يوم» منصوب بـ «لا يملكون منه خطاباً».
(٤) سؤال: ما المقصود بوقوفهم بين يدي الله في ذلك اليوم؟ وما محل جملة «لا يتكلمون»؟ وما إعراب «صواباً»؟
الجواب: المراد بذلك هو وقوفهم في موقف القيامة {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ١٦}[غافر]. «لا يتكلمون» في محل نصب على الحال من الروح والملائكة. «صواباً» مفعول به لفعل القول، وصح لأنه في معنى الجملة.