سورة النازعات
  والسابقات: هي الملائكة السباقة إلى طاعة الله سبحانه وتعالى وامتثال أوامره من تبليغ الوحي وإنزال الرحمة والعذاب إلى أهل الدنيا.
  والمدبرات: هي الملائكة القائمة على تدبير أمور الخلائق وشؤونهم.
  {يَوْمَ(١) تَرْجُفُ الرَّاجِفَةُ ٦ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ ٧ قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ ٨ أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ ٩ يَقُولُونَ أَئِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي الْحَافِرَةِ ١٠ أَئِذَا كُنَّا عِظَامًا نَخِرَةً(٢) ١١ قَالُوا تِلْكَ إِذًا كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ ١٢} ثم أمر الله سبحانه وتعالى عباده أن يتذكروا يوم القيامة عندما ترجف الأرض والسماء وتتزلزل بأهلها ثم يتبع ذلك رجفة أخرى فيبعث أهل القبور أحياءً إلى أرض المحشر، هنالك يفزع المجرمون الذين كانوا ينكرون البعث والحساب، وترجف قلوبهم ويستولي عليهم الخوف(٣) العظيم والحسرة وتخشع أبصارهم منكسرة ذليلة من هول ما يرون ومما هم مقبلون عليه من عذاب الله، وكان المجرمون ينكرون البعث والحساب ويستبعدون أن تعود العظام البالية إلى الحياة مرة أخرى. ومعنى «الحافرة»: الحياة الأولى. ومعنى «كرة خاسرة»: أي كاذبة.
(١) سؤال: علام انتصب قوله «يوم»؟ وأين جواب القسم «والنازعات غرقاً ..»؟
الجواب: جواب القسم مقدر أي: لتبعثن، و «يوم ترجف» منصوب بـ «لتبعثن» أي: بجواب القسم المقدر.
(٢) سؤال: فضلاً هل قوله «أئذا كنا عظاماً نخرة» معمول لقوله «لمردودون»؟ وما إعراب «إذا»؟
الجواب: العامل في الظرف «إذا كنا» هو فعل مقدر مدلول عليه بقوله: «لمردودون» والتقدير: أإذا كنا عظاماً نخرة نرد إلى الحياة، و «إذا» ظرف لما يستقبل من الزمان خافض لشرطه منصوب بجوابه.
(٣) سؤال: ظهر لنا من كلامكم - أيدكم الله - أن معنى «واجفة» خائفة، فما أصل اشتقاقها؟
الجواب: «واجفة» مأخوذة من الوجيف مصدر وجف أي: اضطرب وتحرك بشدة، والاضطراب والحركة بشدة ملازم للخوف؛ لذلك فقوله: «واجفة» كناية عن الخوف، وكذلك قوله: «أبصارها خاشعة» هو كناية عن الخوف والفزع.