محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة النازعات

صفحة 595 - الجزء 4

  أَوْ ضُحَاهَا ٤٦} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى أن قريشاً سيسألون النبي ÷ عن الساعة متى سيحين موعدها ومستقرها؟ فاستنكر الله سبحانه وتعالى عليهم⁣(⁣١) ذلك السؤال، فكيف يسألون محمداً ÷ عن موعدها وهو لا يعلم عنه شيئاً، وأخبرهم أن علم موعدها عند الله وحده لم يطلع أحداً من خلقه على ذلك، وأن محمداً ÷ ليس إلا منذراً لهم ومحذراً من حلولها، وما سيكون فيها.

  ثم أخبر الله سبحانه وتعالى عنهم بأنهم عندما يرونها وعندما يحين موعد بعثهم ونشورهم ويرون ما يرون من الأهوال والشدائد في ذلك اليوم سيخيل إليهم من شدة ذلك اليوم وطوله أنهم لم يلبثوا إلا ساعة من نهار في الدنيا، ولم يعيشوا على ظهرها إلا مقدار يوم أو ليلة.

  * * * * *


(١) سؤال: كأن الاستنكار على النبي ÷ في قوله: «فيم أنت من ذكراها»، فما الوجه في جعله على هؤلاء السائلين عن أمرها؟

الجواب: ظاهر اللوم أنه موجه إلى النبي ÷، ولكن الأمر ليس كذلك فإن اللوم في الحقيقة موجه إلى السائلين إذ المعنى: في أي شيء أنت يا محمد من العلم بالساعة حتى يسألون عنها، فالاستنكار هو عليهم حيث سألوا من لا علم عنده بوقت مجيئها.