سورة التكوير
  أجسادها ويبعثهم إليه.
  {وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ ٨ بِأَيِّ ذَنْبٍ قُتِلَتْ ٩}(١) كان من ولد له بنت من المشركين يدفنها حية خوفاً من العار والفضيحة اللذين سيلحقان به، فأخبرهم الله سبحانه وتعالى أنه سيسألهم يوم القيامة عن سبب قتلهم لبناتهم، وما هو الذي دعاهم إلى ذلك؛ فلا يجدون مبرراً بين يدي الله يوم القيامة، ولا عذراً ينفعهم، وسيسأل الموءودة عن الذنب الذي قتلت به والغرض من سؤالها هو إظهار جريمة قاتليها وتبكيتهم.
  {وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ ١٠} وأن الله تعالى في ذلك اليوم سينشر صحائف أعمالهم ويعرضها عليهم ليرى كل(٢) امرئ سعيه وعمله في الدنيا.
  {وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ ١١} يعني أن السماء ستتهاوى أجرامها ويختل نظامها وتوازنها حتى يزيلها الله تعالى ويفنيها.
  {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ ١٢ وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ ١٣} وجهنم سيشتد سعيرها لاستقبال أهلها والوافدين عليها، والجنة سيقربها الله تعالى لاستقبال عباده المتقين.
  {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ ١٤}(٣) وهنالك ستعلم كل نفس بما عملت في
(١) سؤال: فضلاً ما يكون إعراب «قتلت» وكذا قوله: «بأي ذنب»؟
الجواب: «قتلت» ماض مغير صيغة، ونائب الفاعل ضمير مستتر يعود إلى الموؤدة. «بأي ذنب» جار ومجرور متعلق بقتلت.
(٢) سؤال: هل هذا دليل على أن الكتب والتسجيل حقيقة لا مجاز؟
الجواب: هذا من دلائل أن الكتب والتسجيل في صحف الأعمال حقيقة.
(٣) سؤال: الضمير في «أحضرت» إلام يعود؟ ومن أين نفهم العموم في «نفس» مع أنها نكرة في سياق الإثبات؟
الجواب: في «أحضرت» ضمير يعود إلى «ما» والتقدير: أحضرته، والمراد به ما تضمنته الصحف المنشورة يومئذ من أعمال كل نفس، فالأعمال وإن لم يتقدم لها ذكر إلا أنها مذكورة ضمناً. و «نفس» نكرة في سياق الإثبات فلا عموم لها والمقام مقام عموم، والمعنى المقصود هو العموم لقوله {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ =