سورة الانفطار
  وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ١٦}(١) فسيبعثهم الله تعالى ثم يجازيهم، فالأبرار الأتقياء سيدخلهم في دار كرامته ومستقر رحمته يأكلون ويتنعمون، والعصاة المتمردون سيدخلهم نار جهنم خالدين فيها أبداً.
  {وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ(٢) ١٧ ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ ١٨ يَوْمَ لَا تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئًا وَالْأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ ١٩} وفي الاستفهام عنه وتكريره مبالغة في عظمته وتفخيم لشأنه، وما سيكون فيه من الأهوال والشدائد، ومهما وصف ذلك الواصفون فلن يستطيع أحد أن يقدر قدره أو يتصور مدى كبره وعظمته، فهو أعظم مما يتصوره المرء ويتخيله، ولن يستطيع أحد أن ينفع أحداً في ذلك اليوم أو يشفع له إلا ما قدمه من العمل الصالح في الدنيا، والحكم سيكون لله تعالى وحده في ذلك اليوم، وسيحكم بين عباده بالحق والعدل، ولا يظلم ربك أحداً أو ينقصه أو يهضمه.
  * * * * *
= والفاجر هو صاحبها، ويومُ الفِجَارِ يومٌ للعرب تفاجروا فيه أي: أنهم تقاتلوا في الشهر الحرام أو البلد الحرام، وفي حديث: «إن فجر ظهرك فلا يفجر بطنك».
(١) سؤال: ما الحكمة في نفي خروجهم بهذا التعبير «وما هم عنها بغائبين»؟
الجواب: السر والحكمة: هو التفنن في العبارة كما قال تعالى عن أهل الجنة: {وَمَا هُمْ مِنْهَا بِمُخْرَجِينَ ٤٨}[الحجر]، {لَا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا ١٠٨}[الكهف].
(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «وما أدراك ما يوم الدين»؟ وعلام انتصب قوله: «يوم»؟
الجواب: «ما» اسم استفهام مبتدأ، «أدراك» جملة في محل رفع خبر المبتدأ، «ما يوم الدين» ما: مبتدأ، ويوم الدين: خبره، والجملة في محل نصب معلقة بالاستفهام، ويوم في «يوم لا تملك ...» مفعول به لـ «اذكر» محذوفاً.