سورة الانفطار
  إليه، ويُعَجِّب(١) من حالهم ما هو الذي صرفهم عنه وعن التوجه إليه وإلى عبادته مع ما أولاهم من النعم التي لا تعد ولا تحصى، وحثهم أن ينظروا في نعمة خلقهم في أحسن تقويم وأجمل صورة من بين جميع مخلوقاته، وتشريفهم على سائر الخلق، فما هو الذي صرفهم إلى عبادة تلك الآلهة التي لا تضر ولا تنفع ولا تغنيهم شيئاً؟
  {كَلَّا(٢) بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ ٩ وَإِنَّ(٣) عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ ١٠ كِرَامًا كَاتِبِينَ ١١ يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ١٢} ثم أخبر الله سبحانه وتعالى بأنه لم يصرفهم شيء وإنما طبيعتهم التمرد والتكذيب والعناد ولكن لا بد من بعثهم وحسابهم وجزائهم، وقد وكل على كل واحد منهم حفظة من ملائكته يحصون عليه جميع أعماله.
  {إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ ١٣ وَإِنَّ الْفُجَّارَ(٥) لَفِي جَحِيمٍ ١٤ يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ الدِّينِ ١٥
= يكون تحليل الآية بناء على هذا؟
الجواب: «في أي صورة» أي: في واحدة من الصور التي اختارها الله لك. و «ما» صلة والمعنى أن الله تعالى ركب خلقك أيها الإنسان في صورة كريمة شاءها واختارها لك ميزك بها عن غيرك.
(٢) سؤال: هل معنى الاستفهام هنا التعجب أم كيف؟
الجواب: هو للتعجيب والتوبيخ.
(٣) سؤال: ما تفيد «كلا» هنا من معنى؟
الجواب: تفيد الردع والزجر عما عليه الإنسان من الكفر والغرور بالله.
(٤) سؤال: إذا كانت الواو عاطفة هنا فهل العطف متناسب أم لا؟
الجواب: الواو للحال والجملة حالية من فاعل «تكذبون».
(٥) سؤال: هل يدخل فساق المسلمين في لفظة «الفجار»؟ وهل دخولهم حقيقة أم مجاز؟ ومن أي أقسام النوعين؟
الجواب: فساق المسلمين داخلون في عموم لفظة «الفجار» بدليل قوله تعالى: {يَتَسَاءَلُونَ ٤٠ عَنِ الْمُجْرِمِينَ ٤١ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ٤٢ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ٤٣ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ٤٤ ...} الآية [المدثر]، ودليل مقابلة المجرمين بالمتقين في قوله تعالى: {أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ ٢٨}[ص]، ومقابلتهم بالأبرار في هذه السورة وبأن الزانية تسمى فاجرة، وبأنه يقال: اليمين الفاجرة، =