سورة المطففين
  فإن من صدق بالبعث والجزاء يبتعد عن الظلم للناس وأكل أموالهم.
  ومبعثهم ذلك يكون في يوم عظيم يجمع الله سبحانه وتعالى فيه الأولين والآخرين فيدخل أهل طاعته جنته ونعيمه، ويعذب الظالمين في نار جهنم.
  {كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ ٧ وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ ٨ كِتَابٌ مَرْقُومٌ ٩ وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ١٠ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ ١١} ارتدعوا أيها المكذبون عن تكذيبكم بيوم الدين فإن أعمالكم محصية مسجله في صحف لا تغادر صغيرة ولا كبيرة.
  وسجين: يعني في حبس(١)، وذلك أنها لم تصادف قبولاً من الله سبحانه وتعالى. والويل: هو العذاب الشديد للذين يكذبون بيوم الدين.
  {وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ١٢ إِذَا تُتْلَى(٢) عَلَيْهِ آيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ١٣} فلا يكذب به إلا الذين يتجاوزون حدود الله تعالى بمعاصيهم وفسوقهم، ويرتكبون المآثم ولم يتحرجوا عنها، والذين من صفتهم التكبر عن سماع الحق وقبوله.
= يصح أن تحمل «ألا» على معنى آخر أم لا؟ وما الوجه في نصب «يوم يقوم» وعدم جره؟
الجواب: الهمزة للاستنكار التوبيخي، و «لا» نافية فالاستنكار والتوبيخ على الظن المنفي بلا النافية، ويصح أن تقول إن الاستفهام لتقرير ما بعد النفي وليست «ألا» للاستفتاح لأن المقصود من السياق الاستنكار عليهم في الإقدام على التطفيف مع وجود الزاجر عن فعله وهو العلم أو الظن بالبعث أي: أن عليهم الاستنكار من عدم عملهم بموجب العلم أو الظن، وأما فتح «يوم يقوم» فقيل إنه بدل من «ليوم» على المحل لأن محله النصب معمولاً لـ «مبعوثون»، وقيل: إنه منصوب على الظرفية والعامل فيه فعلٌ دل عليه مبعوثون، والله أعلم.
(١) سؤال: هل يتناسب هذا المعنى مع إعراب «كتاب مرقوم» أم كيف؟
الجواب: «سجين» هو محل أو مكان كتاب مرقوم فهناك مضاف مقدر.
(٢) سؤال: هل لجملة «إذا تتلى عليه آياتنا قال» موضع من الإعراب فما هو؟ أم لا موضع لها فلماذا؟
الجواب: محل الجملة الشرطية الجر صفة ثانية لمعتدٍ.