سورة المطففين
  {كَلَّا بَلْ(١) رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ١٤}(٢) والذي صدهم عن قبول الحق والإيمان به هو إجرامهم وتوغلهم في فعل المعاصي حتى استولت على قلوبهم وغطت عقولهم.
  {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ(٣) ١٥ ثُمَّ(٤) إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ ١٦ ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ١٧} ليس للمكذبين أي حظ يوم القيامة أو نصيب في رحمة الله سبحانه وتعالى وثوابه الذي يعطيه أهل طاعته، وليس لهم إلا
(١) سؤال: ما فائدة العطف بـ «بل» بعد «كلا» هنا؟
الجواب: فائدته الانتقال من صفة للمكذبين إلى صفة أخرى أعظم منها وأسوأ.
(٢) سؤال: قد يستدل أهل الجبر بهذه الآية على مذهبهم الفاسد فكيف يجيب عليهم المرشدون بجواب مختصر؟
الجواب: ليس في الآية ما يدل على ما يقولون؛ لأنها إنما تدل على أن ما كسبوه من الأعمال السيئة والمعاصي غطت قلوبهم، وليس في الآية أن الله تعالى هو الذي حجب قلوبهم عن قبول الحق وسماعه؛ لذلك فهم الذين حجبوا قلوبهم بأعمالهم الخبيثة.
(٣) سؤال: قال في كتاب (تفسير العشر الأخير) في معنى «لمحجوبون»: حجبهم في الآخرة عن رؤيته كما حجبهم في الدنيا عن توحيده، فكيف تقيِّمون هذه العبارة وما اشتملت عليه؟ وكيف يوضح المرشد فسادها بأبسط جواب؟
الجواب: هذه العبارة أولها جهالة وآخرها ضلالة، فليس في الآخرة رؤية ولا حجب، ولم يمنع الله تعالى في الدنيا عن توحيده بل دعا الكافرين إلى الإيمان والتوحيد تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، ولو أن الله تعالى حجب ومنع الكافرين والمشركين عن توحيده والإيمان به، ثم إنه تعالى عذبهم على الشرك والكفر لكان ظالماً غير عادل سبحانه وتعالى، ورؤية الله تعالى مستحيلة وغير ممكنة؛ لأنه تعالى ليس من جنس المرئيات؛ إذ المرئيات إنما هي الأجسام وصفاتها والله تعالى ليس بجسم ولا متصف بصفات الأجسام؛ لأن الأجسام وصفاتها محدثة.
(٤) سؤال: ما السر في استعمال «ثم» في العطف هنا؟
الجواب: السر: هو لتفيد أن صليهم الجحيم أعظم وأشد من حرمانهم من الجنة.