سورة الغاشية
  يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ٧} يعظم الله سبحانه وتعالى لنبيه ÷ وللناس جميعاً أمر يوم القيامة، وأهوالها وحوادثها، وأنها تغشى الخلائق وتعمهم بأهوالها وشدائدها، ثم ينقسمون إلى فريقين: فريق في الجنة، وفريق في السعير.
  فأما أهل السعير فوجوههم في يوم القيامة كاسفة ومنكسرة يعلوها الخزي والذل؛ لما ترى من أهوال الجحيم وعذابها، ولما تعاني(١) من أليمها ونكالها، وتقاسي من أصناف شدائدها، وستسقى في الجحيم من شراب في غاية الحرارة، وتطعم فيها الضريع، وهو: نبات شديد المرارة يطلق عليه (الشبرق) لا يسمن ولا يغني من جوع(٢).
  {وُجُوهٌ(٣) يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ ٨ لِسَعْيِهَا(٤) رَاضِيَةٌ ٩ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ١٠ لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً ١١ فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ(٥) ١٢ فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ ١٣ وَأَكْوَابٌ
(١) سؤال: هل تريدون أن هذا معنى «عاملة ناصبة»؟ وأنه العمل والتعب مما تلاقي من العذاب؟ وما الحامل لبعض العلماء في جعله في الدنيا رغم قوله «يومئذ»؟
الجواب: المراد أن ذلك كائن في الآخرة، والوجه في قول بعض العلماء: إنه في الدنيا هو أن: خاشعة عاملة ناصبة صفات للمبتدأ والخبر: «تصلى ناراً حامية» أي: أن الوجوه الثابتة لها تلك الصفات يومئذ تصلى ناراً حامية.
(٢) سؤال: ما الوجه في نفي هاتين الصفتين عن الضريع؟
الجواب: الفائدة هي دفع ما يتوهم من النفع في الضريع، أو تكونان للتأكيد.
(٣) سؤال: ما السر في فصل هذه الجملة عن الجمل السابقة؟
الجواب: «وجوه يومئذ خاشعة» هي استئناف بياني عن سؤال اقتضته جملة «هل أتاك حديث الغاشية»، وقوله: «وجوه يومئذ ناعمة ..» هو استئناف بياني أيضاً اقتضته «هل أتاك» وما بعدها.
(٤) سؤال: هل اللام في قوله: «لسعيها» هي التي تسمى بلام التقوية أم ماذا؟
الجواب: هي لام التقوية.
(٥) سؤال: ما السر في فصل جملة «فيها عين جارية» عن التي قبلها مع أنهما صفتان؟
الجواب: وردت هذه الصفات على وجه التعديد كما يقال في تعديد المفرد: كتاب، جمل، جبل ... ، =