محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الغاشية

صفحة 630 - الجزء 4

  يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ ٧} يعظم الله سبحانه وتعالى لنبيه ÷ وللناس جميعاً أمر يوم القيامة، وأهوالها وحوادثها، وأنها تغشى الخلائق وتعمهم بأهوالها وشدائدها، ثم ينقسمون إلى فريقين: فريق في الجنة، وفريق في السعير.

  فأما أهل السعير فوجوههم في يوم القيامة كاسفة ومنكسرة يعلوها الخزي والذل؛ لما ترى من أهوال الجحيم وعذابها، ولما تعاني⁣(⁣١) من أليمها ونكالها، وتقاسي من أصناف شدائدها، وستسقى في الجحيم من شراب في غاية الحرارة، وتطعم فيها الضريع، وهو: نبات شديد المرارة يطلق عليه (الشبرق) لا يسمن ولا يغني من جوع⁣(⁣٢).

  {وُجُوهٌ⁣(⁣٣) يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ ٨ لِسَعْيِهَا⁣(⁣٤) رَاضِيَةٌ ٩ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ ١٠ لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً ١١ فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ⁣(⁣٥) ١٢ فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ ١٣ وَأَكْوَابٌ


(١) سؤال: هل تريدون أن هذا معنى «عاملة ناصبة»؟ وأنه العمل والتعب مما تلاقي من العذاب؟ وما الحامل لبعض العلماء في جعله في الدنيا رغم قوله «يومئذ»؟

الجواب: المراد أن ذلك كائن في الآخرة، والوجه في قول بعض العلماء: إنه في الدنيا هو أن: خاشعة عاملة ناصبة صفات للمبتدأ والخبر: «تصلى ناراً حامية» أي: أن الوجوه الثابتة لها تلك الصفات يومئذ تصلى ناراً حامية.

(٢) سؤال: ما الوجه في نفي هاتين الصفتين عن الضريع؟

الجواب: الفائدة هي دفع ما يتوهم من النفع في الضريع، أو تكونان للتأكيد.

(٣) سؤال: ما السر في فصل هذه الجملة عن الجمل السابقة؟

الجواب: «وجوه يومئذ خاشعة» هي استئناف بياني عن سؤال اقتضته جملة «هل أتاك حديث الغاشية»، وقوله: «وجوه يومئذ ناعمة ..» هو استئناف بياني أيضاً اقتضته «هل أتاك» وما بعدها.

(٤) سؤال: هل اللام في قوله: «لسعيها» هي التي تسمى بلام التقوية أم ماذا؟

الجواب: هي لام التقوية.

(٥) سؤال: ما السر في فصل جملة «فيها عين جارية» عن التي قبلها مع أنهما صفتان؟

الجواب: وردت هذه الصفات على وجه التعديد كما يقال في تعديد المفرد: كتاب، جمل، جبل ... ، =