سورة الغاشية
  مَوْضُوعَةٌ ١٤ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ ١٥ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ ١٦} ثم تحدث الله سبحانه وتعالى عن أهل الجنة فذكر أن وجوههم يوم القيامة مشرقة يظهر عليها السرور والنعيم قد رضيت سعيها في الدنيا من الأعمال الصالحة التي قدموها، فهم في جنة عالية الصفة، لا ينقطع نعيمها، ولا تنتهي لذاتها، ولا يسمعون فيها كذباً ولا زوراً ولا باطلاً؛ لأن أهل الباطل والزور قد حبسوا في جهنم، وأوصدت عليهم أبوابها، فهم في نعيم خالص من المنغصات(١).
  وفي الجنة العالية أنهار تجري من تحتهم، ويجلسون على سرر مرفوعة، وعندهم أكواب موضوعة فيها أصناف الشراب، ولهم في مجالسهم العالية وسائد مصفوفة(٢)، وفرش مفروشة. والزرابي: هي الفرش، والنمارق: هي الوسائد.
  {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ(٣) خُلِقَتْ ١٧ وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ ١٨ وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ ١٩ وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ ٢٠} استنكر الله سبحانه وتعالى على منكري البعث والحساب غفلتهم عن النظر في آثار قدرة الله سبحانه وتعالى فلو نظروا وتفكروا لأيقنوا أن الله على كل شيء قدير، وأنه قادر على
= ونظير هذا التعديد: {عَلَّمَ الْقُرْآنَ ٢ خَلَقَ الْإِنْسَانَ ٣ عَلَّمَهُ الْبَيَانَ ٤}[الرحمن].
(١) سؤال: هل يمكن أن تحمل «لاغية» حتى على أي خصلة تضجر الإنسان؟ وما علة ذلك؟
الجواب: كأن المراد هنا: نفس «لاغية»، والجنة بما فيها من النعيم خالية من المنغصات، وإنما قد يتوهم أن يحصل بعض المنغصات من أهل الجنة، فنفى ذلك بقوله: «لاغية».
(٢) سؤال: ما السر في وصف الوسائد بـ «مصفوفة» والفرش بـ «مبثوثة»؟
الجواب: السر هو تصوير النعيم بذلك على صور ما يعهدون في الدنيا.
(٣) سؤال: ما موضع «كيف» من الإعراب مع توضيح ذلك؟
الجواب: موضع «كيف» النصب على أنها صفة لمصدر محذوف أي: خلقت خلقاً كيف، أي: خلقاً عجيباً بديعاً، ويصح أن تكون حال، والتقدير: خلقت الإبل متصفة بصفات الإبداع والتحمل والقوة.