سورة الغاشية
  أن يحيي الموتى، ولما استبعدوا على قدرة الله تعالى أن يبعث الموتى، فأمرهم الله سبحانه(١) وتعالى أن ينظروا إلى الإبل التي تعيش بينهم وتصحبهم في ليلهم ونهارهم كيف خلقها الله تعالى وأعطاها من القوة والتركيب في أجسامها ما تقدر معه على حمل الأحمال الثقيلة والمسافرة بها من بلد إلى بلد.
  ثم أمرهم بالنظر إلى ما جعل الله في السماء من آيات(٢) قدرته وعظمته، وإلى الجبال كيف خلقها الله تعالى ذاهبة في السماء طولاً، وما جعل فيها من آيات رحمته وحكمته، وإلى الأرض كيف خلقها الله تعالى صالحةً للحياة على ظهرها، وما جعل فيها من أسباب الأرزاق والأرفاق، فلو نظروا حق النظر في هذه الآيات لأيقنوا(٣) أن الله قادر على إحياء الموتى، ولما استبعدوا ذلك.
  {فَذَكِّرْ(٤) إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ ٢١ لَسْتَ(٥) عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ ٢٢ إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ ٢٣ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ ٢٤ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ٢٥ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا
(١) سؤال: فعلى هذا ما الذي يتلخص لنا في الاستفهام هل هو حقيقي أم إنكاري وضحوا ذلك؟
الجواب: الاستفهام إنكاري ويلزم منه أنهم فرطوا في ترك واجب.
(٢) سؤال: فضلاً هل يفهم التعميم من الآية أم أنه خاص في آية رفعتها وعلوها؟
الجواب: التعميم ضمني فالنجوم والكواكب هي في السماء، كيف رفعت بما فيها من الأجرام العظيمة التي لا يحصي عددها إلا الله رفعاً محكماً يسير كل نجم وكل كوكب في مسار معلوم ونظام مقدر و ... إلخ.
(٣) سؤال: من أين يظهر لنا أن هذا هو الغرض من أمرهم بالنظر في هذه الأشياء؟
الجواب: ظهر لنا ذلك من ورود هذا بعد ذكره للوعد والوعيد الذي كفر به المشركون واستبعدوه فاستنكر الله عليهم ذلك: أينكرون البعث فلا ينظرون ... إلخ، فالهمزة داخلة على محذوف والفاء عاطفة على ذلك المحذوف والتقدير هو: أينكرون البعث فلا ينظرون.
(٤) سؤال: ما معنى الفاء هنا؟
الجواب: الفاء هي الفصيحة.
(٥) سؤال: ما الوجه في فصل هذه الجملة عن سابقتها؟
الجواب: فصلت لأنها مؤكدة لما قبلها.