محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الفجر

صفحة 634 - الجزء 4

  ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ ٥}⁣(⁣١) أقسم الله سبحانه وتعالى بالفجر وهو النور الساطع الذي يسبق نور الشمس من جهة المشرق لما فيه من الآية الدالة على قدرته، فلفت أنظارهم بهذا القسم ليتفكروا في هذه الآية.

  والليالي العشر: أراد بها العشر الأول من شهر ذي الحجة، وكانت الجاهلية تعظمها.

  والشفع والوتر: أراد الله سبحانه وتعالى بهما المخلوقات جميعاً؛ لأنها إما شفع وإما وتر، والشفع: هو العدد الزوجي، والوتر: هو العدد الفردي⁣(⁣٢).

  ثم أقسم الله سبحانه وتعالى بالليل عند طلوع الفجر لما فيه من الآية الدالة على قدرته لمن نظر وتفكر، وفي جميع ما أقسم الله تعالى به من الفجر وما بعده آيات دالة لأهل العقول على قدرة الله تعالى وعظمته وإلهيته ورحمته.

  {أَلَمْ⁣(⁣٣) تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ ٦ إِرَمَ ذَاتِ الْعِمَادِ ٧ الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلَادِ ٨ وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ ٩ وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَادِ ١٠ الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ ١١ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ ١٢ فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ١٣ إِنَّ


(١) سؤال: ما السر في تنكير «ليال» مع عطفها على المعرفة؟ وما هو الوجه في حذف الياء من الفعل «يسر»؟ ومم أخذت لفظة «يسر»؟

الجواب: نكرت «ليال» للتعظيم، والوجه في حذف الياء هو التخفيف ومراعاة الفواصل، و «يسر» مأخوذ من السُّرَى كالهدى، سرى يسري سُرىً.

سؤال: ما فائدة الاستفهام «هل في ذلك قسم ..»؟ وأين جواب القسم بأكمله؟

الجواب: فائدة الاستفهام هنا هو تعظيم المقسم به وتفخيمه، وجواب القسم «إن ربك لبالمرصاد».

(٢) سؤال: ما المانع من حملها على يوم الأضحى ويوم عرفة لمجانسة الليالي العشر؟

الجواب: في تفسير أهل البيت $ أنها العدد الفردي والعدد الزوجي، فيشمل كل مخلوقات الله لأنها إما فردية أو زوجية فيدخل في ذلك يوم الأضحى ويوم عرفة.

(٣) سؤال: ما معنى الاستفهام هنا؟

الجواب: معناه تقرير ما بعد النفي.