محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة البلد

صفحة 642 - الجزء 4

  يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ١٤ يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ ١٥ أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ ١٦ ثُمَّ كَانَ⁣(⁣١) مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ ١٧ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ⁣(⁣٢) ١٨ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ ١٩ عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ ٢٠} أهل الشرك والكفر غير مؤمنين بالآخرة فلا يعملون الأعمال التي تقربهم إلى الله سبحانه وتعالى، فلم يسعوا في فك رقبة من أسر الرق والعبودية، ولم يتقربوا إلى الله سبحانه وتعالى بإطعام مسكين أو يتيم أو ذي رحم في يوم شدة ومجاعة كما هو الحال عند المؤمنين فإنهم يتقربون إلى الله سبحانه وتعالى بأنواع القربات من العتق والإطعام وغير ذلك، فإن ذلك من القربات المقربة إلى الله سبحانه وتعالى إذا كان فاعلها من أهل الإيمان بالله واليوم الآخر الذين يتواصون فيما بينهم بالصبر على طاعة الله تعالى وبالتراحم فيما بينهم وبالعطف على المسكين واليتيم، ومعنى «ذا مقربة»: صاحب قرابة للمطعِم، و «ذا متربة»: أي تراب أي ذا لصوق بالتراب؛ فأهل هذه الصفة هم أصحاب الميمنة الذين يحضون يوم القيامة برضوان الله تعالى وجزيل ثوابه، وأما الذين كفروا وكذبوا بالله تعالى وباليوم الآخر فلا نصيب لهم في رحمة الله تعالى وليس لهم عنده يوم القيامة إلا نار جهنم يحبسون فيها، وتوصد عليهم أبوابها فهم فيها مخلدون.

  * * * * *


(١) سؤال: يقال: لم يظهر لنا مناسبة عطف قوله: «كان من الذين آمنوا ..» على «فك رقبة» فكيف؟ أم أن المعطوف عليه غيره فما هو؟

الجواب: العطف بـ «ثم» هنا في قوله: {ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا ...} للمهلة في الرتبة والمنزلة أي: أن منزلة الإيمان و ... إلخ أعظم وأرفع من منزلة فك الرقبة وإطعام اليتيم ذي المسغبة.

(٢) سؤال: يقال: ظاهر «الميمنة» ناحية اليمين فكيف قابلها بالمشأمة المأخوذة من الشؤوم؟ أم أن لها محامل أخرى فما هي؟

الجواب: المراد بالميمنة اليمن والخير لمقابلتها بالمشأمة.