سورة الشمس
  يغطي الشمس، وذلك عندما يقبل الليل، وأقسم بالسماء وببنايتها(١) المحكمة، وبالأرض وببسطها وتسطيحها، وبالنفس وما فيها من إحكام الخلقة في الأعضاء والجوارح والسمع والبصر والعقل الذي جبله الله سبحانه وتعالى على معرفة الحسن والقبيح والهدى والضلال والتمييز بين الحق والباطل - أقسم الله سبحانه وتعالى بكل ذلك لما فيه للناظرين من الآيات العظيمة الدالة على قدرة الله تعالى وعلى علمه وعظمته.
  {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ٩ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا(٢) ١٠} يؤكد الله سبحانه وتعالى على فوز من طهر نفسه وزكاها من الخبائث والفواحش والكفر والضلال، وعلى ظفره برضوان الله تعالى وثوابه، وقد خاب وخسر من دنس نفسه بالخبائث، وخاض بها في معاصي الله تعالى.
(١) سؤال: لعلكم بنيتم على أن «ما» مصدرية في جميع الآيات فما المرجح لذلك؟ وهل يصح حملها على الموصولية؟
الجواب: نعم بنينا على أن «ما» مصدرية، والذي رجح ذلك:
- أنه ظاهر تفسير الإمام الهادي # كما في المصابيح.
- أنه لو كان قسماً يخالف السماء لما ساغ تأخير القسم به عن القسم بالشمس و ... إلخ.
- أن القسم في سور المفصل جميعاً كان بآيات الله الدالة على قدرته وعلمه وحكمته ورحمته: {وَالذَّارِيَاتِ}، {وَالطُّورِ ١ وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ ٢}، {وَالنَّجْمِ}، {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ١}، {وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا ١}، {وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ١}، {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ ١}، {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ ١}، {وَالْفَجْرِ ١ وَلَيَالٍ عَشْرٍ ٢}، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى ١}، {وَالضُّحَى ١}، ففي هذا قرينة ترجح شيئاً من الترجيح، ولا مانع من حملها على الموصولية؛ لاحتمال اللفظ.
(٢) سؤال: مم أخذت هذه اللفظة؟ وكيف أصل معناها؟
الجواب: «دساها» مأخوذ من: دسَّس بمعنى: نقص ودنس نفسه قلبت السين الأخيرة ألفاً لكراهة اجتماع ثلاث سينات والأصل «دسَّ» فلما ضُعِّف صار: دسَّس، وهذا نحو قولهم: تقضَّى وكان أصله: تقضَّض بثلاث ضادات فقلبت الأخيرة ألفاً فصار: تقضى.