محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الشمس

صفحة 645 - الجزء 4

  {كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا ١١ إِذِ انْبَعَثَ⁣(⁣١) أَشْقَاهَا ١٢ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا⁣(⁣٢) ١٣ فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا ١٤ وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا ١٥}⁣(⁣٣) كفرت ثمود بنبيها المبعوث إليها وهو صالح #، وكذبته فيما جاءهم به من عند الله تعالى بسبب كبرهم وتجاوزهم للحدود في التمرد على الله تعالى وفي الفسوق والعصيان، وأجمعوا على مخالفته فيما أمرهم به فبعثوا أشقاهم لعقر الناقة التي جعلها الله تعالى لهم آية بعدما حذرهم نبيهم صالح # من عاقبة التعرض لهذه الناقة ولسقياها، يعني: نصيبها من الماء، وأخبرهم أنه سينزل بهم


(١) سؤال: هل في الآيات قلب فالظاهر أن وعظ نبي الله صالح # قبل انبعاث أشقاها وفي الآيات عكسه؟

الجواب: ليس في الآيات قلب فالمعنى أنهم انبعثوا لعقر الناقة واستعدوا وخططوا وأجمعوا فوعظهم صالح لما رأى منهم ما رأى من العزم والتهيؤ لعقرها والمضي في تنفيذ ما صمموا عليه؛ لذلك قال الله تعالى بعدما حذرهم صالح من عقر الناقة: {فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا}.

(٢) سؤال: إذا كان المراد بطغواها طغيانها فما العلة في قلب الياء واواً وفتح الطاء؟ وهل تحتمل الباء الداخلة على طغواها المصاحبة والملابسة؟ وما إعراب «إذ»؟ وما محل جملة «انبعث أشقاها»؟ وما إعراب «ناقة الله وسقياها»؟

الجواب: في أساس البلاغة: فلان طاغ باغ وتمادى به الطغيان والطغوى. اهـ فالطغيان والطغوى مصدران لطغى. وفي شمس العلوم لنشوان: قال الخليل: الطغوان والطغيان لغتان والفعل طغوت وطغيت وحينئذ فليس هناك إعلال ولا قلب.

والباء في قوله: «بطغواها» سببية أي: بسبب طغواها، و «إذ» ظرف لما مضى من الزمان منصوب بكذبت، وجملة «انبعث أشقاها» في محل جر بإضافة «إذ» إليها، و «ناقة الله وسقياها» منصوب على التحذير.

(٣) سؤال: ما وجه قراءة نافع «فلا يخاف عقباها» بالفاء دون الواو؟

الجواب: القراءة بالفاء هي من القراءات السبع المتواترة وهي الفاء العاطفة للمسبب على السبب، وتحمل القراءة بالواو على أنها عاطفة أو حالية.