محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الليل

صفحة 650 - الجزء 4

  الناس هملاً، فأرسل إليهم الرسل، وأنزل عليهم الكتب ليدلهم على طريق الهدى، ويحذرهم من سبل الردى⁣(⁣١).

  {وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى ١٣} يختص الله سبحانه وتعالى بالملك والسلطان في الدنيا وفي الآخرة لا يشاركه في ذلك شريك.

  {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى⁣(⁣٢) ١٤ لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى ١٥ الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى ١٦ وَسَيُجَنَّبُهَا⁣(⁣٣) الْأَتْقَى ١٧ الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى ١٨ وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى ١٩ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ⁣(⁣٤) رَبِّهِ الْأَعْلَى ٢٠ وَلَسَوْفَ يَرْضَى ٢١} هذا تحذير وإنذار للكافرين


(١) سؤال: يستدل بعض المدعين للمعرفة بهذه الآية على أن الهداية بأجمعها تحصل من قِبَلِ الله تعالى خلقةً أو فطرةً فلا يحتاج المكلف إلى متابعة مواردها وأسبابها كاستماع مواعظ الترغيب والترهيب والقراءة في علوم الشريعة ونحوها، فما رأيكم في ذلك؟

الجواب: إذاً فلماذا أنزل الله القرآن وأرسل الرسول ÷، ولماذا وصف الله المعرض عن التذكير بمواعظ الله وآياته في قوله: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ ٢٢}⁣[السجدة].

(٢) سؤال: هل هذا مضارع حذفت إحدى تائيه أم ماض؟

الجواب: هو مضارع حذفت إحدى تائيه للتخفيف.

(٣) سؤال: ما السر في التعبير بالمبني للمعلوم في «يصلاها» وبالمبني للمجهول في «سيجنبها»؟

الجواب: أسند الصلي إلى الأشقى لأن الصلي قائم به، والوعيد متعلق به، وبنى: {وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ١٧} للمجهول لأنه لا غرض في ذكر فاعل التجنيب والغرض إنما هو المجنب المبعد من النار، فكان بناء الأول للفاعل والثاني للمفعول هو على حسب مقتضى المقام.

(٤) سؤال: ما محل جملة «يتزكى»، وجملة «تجزى»؟ وما إعراب «إلا ابتغاء وجه»؟ وهل يعود الضمير في «يرضى» إلى الله أم إلى العبد المزكي؟

الجواب: جملة «يتزكى» يصح أن تكون بدلاً من جملة «يؤتي ماله» فلا محل لها من الإعراب، ويصح أن تكون حالاً من فاعل «يؤتي» فتكون في محل نصب، وجملة «تجزى» في محل رفع صفة لنعمة، «ابتغاء» مفعول من أجله، و «إلا» بمعنى «لكن»، والتقدير: لكن فعل ذلك ابتغاء، أو =