محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة العلق

صفحة 658 - الجزء 4

  الْأَكْرَمُ ٣ الَّذِي⁣(⁣١) عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ٤ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ٥} هذه الآيات - كما يقال - أول ما نزل⁣(⁣٢) من الوحي على رسول الله ÷، وفيها دلالة واضحة على فضل تعلم العلم عند الله تعالى.

  ومعنى {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}: استعن على قراءتك بذكر اسم الله تعالى القادر على إعانتك، الذي خلق الخلائق وفطرها وخلق الإنسان بقدرته من قطعة دم متجمدة، ثم أكد الأمر بالقراءة مرة ثانية لما لها من الأهمية عند الله سبحانه وتعالى فعن طريقها يكتسب الإنسان العلم ومعرفة الله تعالى ومعرفة شرائعه وأحكامه، وبنعمة الله تعالى وكرمه وفضله على الناس علمهم القراءة والكتابة بالقلم، وعلم الإنسان ما لم يعلم.

  {كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى ٦ أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ٧}⁣(⁣٣) حقاً إن الإنسان مع كثرة


- أن الطريق إلى اكتساب العلم هو القراءة والتعلم.

- أن التعلم وقراءة العلم مشروع بأمر الله.

- وأن طالب العلم معان من الله وأن أبواب العلم مفتحة أمامه وكل ذلك مع الطلب والإخلاص لله في طلبه للعلم وفي عبادته وجميع طاعاته.

(١) سؤال: فضلاً ما إعراب «الذي»؟ وما محل جملة «علم الإنسان ما لم يعلم»؟

الجواب: «الذي» خبر ثان أو نعت للأكرم، «علم الإنسان ما لم يعلم» بدل من جملة «علم بالقلم أو عطف بيان.

(٢) سؤال: يقال: وكيف نجمع بين هذا وبين الروايات والحكايات التي ذكرها في المصابيح عن أهل البيت أن الفاتحة هي أول ما نزل عليه ÷؟

الجواب: يتم الجمع بأن يقال: إن «اقرأ» أول ما نزل بعد الفاتحة أو أن الفاتحة أول ما نزل بعد «اقرأ».

(٣) سؤال: ما معنى «أن» في قوله: «أن رآه»؟ وما موضع إعرابها؟ وإلام يعود الضمير في «رآه»؟ وما المسوغ لذلك؟ وما موضع «استغنى» من الإعراب؟

الجواب: «أن» مصدرية وهي وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بلام محذوفة، والضمير في «رآه» يعود للإنسان أي: أن رأى نفسه مستغنياً، وقد سوغ أهل اللغة عمل الفعل القلبي في ضميري الفاعل والمفعول ومرجعهما واحد من غير ذكر النفس مع منعهم لذلك في غير أفعال =