سورة العلق
  نعم الله تعالى عليه وإسباغها يتجاوز الحدود بكفر النعم وعصيان المنعم.
  {إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرُّجْعَى ٨} إن الله سبحانه وتعالى يمهل العصاة ولا يهملهم فمرجعهم إليه للجزاء على أعمالهم التي قدموها.
  {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى ٩ عَبْدًا إِذَا صَلَّى ١٠ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى ١١ أَوْ أَمَرَ بِالتَّقْوَى ١٢ أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ١٣ أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ١٤} أخبرني يا محمد عن ذلك الإنسان العاتي(١) الكافر الذي ينهى المصلين لله تعالى عن الصلاة والعبادة له؟ وأخبرني كيف يكون حال هذا العاتي إذا انكشف الأمر أن ذلك المصلي على الهدى، وأنه كان يأمر(٢) بتقوى الله تعالى؟ وأخبرني كيف يكون حال هذا المكذب العاتي الذي تولى عن الهدى، ونهى عن عبادة الله تعالى عند الله يوم القيامة؟ ألم يعلم هذا العاتي أن الله سبحانه وتعالى يراه، ويحصي عليه أعماله صغيرها وكبيرها، وأنه سيجازيه عليها؟
= القلوب فلا يقول القائل: ضربتُني، بل يلزم أن يقول: ضربت نفسي، ونحو هذا. وجملة «استغنى» في محل نصب المفعول الثاني لرآه لأنها قلبية.
(١) سؤال: هل العاتي هذا هو أبو جهل هشام بن الحكم أم هو غيره؟
الجواب: روي أنه أبو جهل وحقيق بأن يكون هو القائل فقد كان أشد قريش على النبي ÷ أو كأشدهم، وقد يكون معه غيره كأمية بن خلف، والمشهور بهذا هو أبو جهل.
(٢) سؤال: لا زال الإشكال لدينا بقاياً في عود الضمير في «أمر» إلى المصلي لأن من حقه أن يقال: أو مأموراً بالتقوى، حتى يتضح السياق إلا إذا له تحليل آخر فما هو؟ وهل يصح عوده إلى العاتي بمعنى: ما الذي ينقصه لو كان على الهدى أو أمر بالتقوى بدلاً عن أمره بالإثم ونهيه للمصلين، أم لا ترونه مناسباً فأوضحوا ذلك؟
الجواب: الضمير في «أمر» هو لعبداً والمراد به النبي ÷ فقد روي أن أبا جهل أقسم لئن رأى محمداً ÷ يصلي عند الكعبة ليطأن عنقه، والنبي ÷ هو متصف بأنه كان على الهدى ويأمر بالتقوى فكيف ينهاه مع ذلك، فهذا هو المناسب.
هذا، ولم يكن أحد من المؤمنين يصلي عند الكعبة إلا النبي ÷؛ خوفاً من المشركين كما يظهر.