{كَلَّا⁣^(⁣١) لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ ١٥ نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ١٦ فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ ١٧ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ ١٨ كَلَّا لَا تُطِعْهُ⁣^(⁣٢) وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ ١٩} أقسم الله تعالى قسماً يهدد فيه ذلك الجبار العاتي الذي يمنع المصلين عن الصلاة، ويصد عن تقوى الله تعالى بأنه سيأخذه أخذاً عنيفاً، ويجره بناصيته إلى وبال عذابه فإنه أهل للعذاب لكثرة كذبه على الله تعالى ولتجاوزه لحدوده، فعند ذلك الأخذ العنيف فليدع قريشاً⁣^(⁣٣) لتنقذه من الهلاك وأنى لها ذلك، هنالك ستأخذ الزبانية الجبابرة الصادين عن الهدى، وتُقَلِّبُهم في عذاب جهنم، وتتولى تحريقهم بلهيبها وبئس المصير.

  ولا يصدنك يا محمد ما يقوله جبابرة قريش عن تبليغ الرسالة وعبادة ربك، وأكثر من الصلاة والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى وإن رغمت أنوفهم ولو لحقك من الأذى ما لحقك فاصبر فإن العاقبة لك وللمؤمنين.

  * * * * *

(١) سؤال: ما معنى «كلا» هنا وإعرابها؟

الجواب: هي حرف للردع والزجر.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «ينته» وكذا «ناصية» و «فليدع» و «كلا لا تطعه»؟

الجواب: «ينته» مضارع مجزوم بلم وعلامة جزمه حذف حرف العلة (الياء)، «ناصية» بدل من الناصية المعرفة، «فليدع» الفاء رابطة لجواب شرط محذوف أي: إن كان قادراً فليدع، واللام لام الأمر، «يدع» مضارع مجزوم، و «كلا» تأكيد لكلا السابقة، و «لا» ناهية، و «تطعه» فعل مضارع مجزوم بحذف حرف العلة الياء والفاعل ضمير مستتر وجوباً والهاء مفعول به.

(٣) سؤال: يقال: كيف أطلق النادي على جماعته وإنما يطلق على مكان الاجتماع؟ وما موضع جملة «سندع الزبانية»؟ ومم أخذت لفظة «الزبانية»؟ وما الفرق بينهم وبين بقية الملائكة؟ وما المراد بالأمر في قوله «فليدع نادية»؟

الجواب: إطلاق النادي على أهله هو من المجاز المرسل وعلاقته المحلية. «سندع الزبانية» لا محل لها استئناف بياني لبيان علة ما قبله، والمراد بالأمر التحدي والتعجيز والتهكم، و «الزبانية» جمع: زبنيت، كعفريت، والزبانية: الشُّرَط، والزبانية: ملائكة موكلون بتعذيب أهل النار {مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ٦}⁣[التحريم]، ولا فرق بينهم وبين سائر الملائكة.