سورة البينة
  ومعنى {لَيْلَةِ الْقَدْرِ}: أن لها منزلة وفضلاً عند الله سبحانه وتعالى وليست كسائر الليالي، وقد عظمها(١) الله سبحانه وتعالى في هذه السورة وفخم أمرها، وذكر أنها أفضل من ألف شهر، وأخبر أن الملائكة يتقدمهم جبريل # تتنزل إلى الأرض في هذه الليلة المباركة بأمر الله تعالى لتقرير الآجال والأرزاق، وما يقضيه الله سبحانه وتعالى ويحكم به في عباده في تلك السنة، وهي ليلة جعلها الله سبحانه وتعالى كلها سلاماً(٢)، وهي من غروب الشمس إلى طلوع الفجر.
  * * * * *
سورة البينة
  
  {لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ مُنْفَكِّينَ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ الْبَيِّنَةُ ١ رَسُولٌ مِنَ اللَّهِ يَتْلُو صُحُفًا مُطَهَّرَةً ٢ فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ ٣}(٣) كان أهل
(١) سؤال: هل نأخذ هذا من الاستفهام بقوله: «وما أدراك ما ليلة القدر»؟
الجواب: أخذ من الاستفهام ومن تسميتها ليلة القدر، والقدر: الجلالة والفخامة والعظمة.
(٢) سؤال: ما المراد بكونها سلاماً؟ وكيف نوافق بين هذا وبين الحديث الذي فيه في صفة الملائكة: «يسلمون على كل قاعد وقائم وذاكر لله»؟
الجواب: المراد بكونها سلاماً هو كونها سالمة مسلمة ليس فيها عذاب من الله تبارك وتعالى ولا نقمة جعلها الله بفضله بركة وسلامة ورحمة للعباد ... هكذا في تفسير أهل البيت $ كما في المصابيح، ولا مخالفة بين هذا التفسير وبين ما ذكرتم من تسليم الملائكة على كل قاعد وقائم وذاكر، فإنه من جملة السلامة والرحمة والبركة التي جعلها الله تعالى في هذه الليلة المباركة.
(٣) سؤال: فضلاً ما إعراب «رسول»؟ وما محل جملة «يتلو صحفاً» وكذا جملة «فيها كتب قيمة»؟
الجواب: «رسول» بدل من البينة بدل اشتمال، «يتلو صحفاً» في محل رفع صفة لرسول، «فيها كتب قيمة» في محل نصب صفة لصحفاً.
سؤال: يقال: كيف ساغ وصف الصحف بأن فيها كتب، وكتب جمع كتاب؟
الجواب: الصحف ظروف لما خطه القلم فيها؛ لذلك صح وصفها بقوله: {فِيهَا كُتُبٌ =