محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة البينة

صفحة 664 - الجزء 4

  وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ٥} جاءهم الرسول ÷ بعبادة الله تعالى وحده وإخلاصها له، وأمرهم بأن يميلوا عن كل دين إلا دين الإسلام، وبإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وذلك هو الدين الحق الذي ابتعث الله سبحانه وتعالى رسله من أجل تبليغه للناس.

  {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ⁣(⁣١) أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ⁣(⁣٢) فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ ٦}⁣(⁣٣) حكم الله تعالى بنار جهنم لكفرة أهل الكتاب وكفرة المشركين خالدين فيها أبداً لردهم لدعوة الله تعالى وتمردهم على رسله، ووصفهم بأنهم شر الخلق والخليقة.

  {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ ٧ جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ٨}⁣(⁣٤) وحكم الله للمؤمنين الذين


(١) سؤال: ما معنى «من» هنا؟ وبم تعلقت مع مجرورها؟

الجواب: «من» لبيان الجنس، وهي متعلقة بمحذوف حال من فاعل «كفروا» أي: حال كونهم من ...

(٢) سؤال: إذا كانت «خالدين» حالاً فأين صاحبها؟ وما الوجه في فصل جملة «أولئك هم شر البرية» عما قبلها؟

الجواب: «خالدين» حال من الفاعل المقدر في الجار والمجرور «في نار جهنم» فالجار والمجرور متعلق باستقروا محذوفاً مقدراً في الجار والمجرور أو كائنون فالحال هي من فاعل استقروا أو من فاعل كائنون، وكائنون هذه المقدرة هي فعل تام لا ناقص. وفصلت جملة «أولئك هم شر البرية» لكونها علة لما سبقها.

(٣) سؤال: ما نوع اسمية «البرية»؟ ومم اشتقت؟

الجواب: «البرية» صفة مشبهة مخفف البريئة، والبريئة بمعنى المبروءة، وهي مشتقة من مصدر برأ الله الخلق يبرأهم {الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ}⁣[الحشر: ٢٤].

(٤) سؤال: فضلاً ما محل جملة {جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ}، وكذا جملة {تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ}؟ وما الوجه في فصل جملة {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ}؟ وكذا جملة {ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ ٨

=