سورة الزلزلة
  الْإِنْسَانُ مَا لَهَا ٣ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا(١) ٤ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ٥ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ٦ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧(٢) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨} يذكر الله سبحانه وتعالى أحوال يوم القيامة وحوادثها، وما سوف يلاقيه الإنسان في ذلك اليوم فذكر سبحانه وتعالى أن الأرض تتزلزل وترتجف وتنسف نسفاً فتصير هباءً منبثاً، وأن الأرض(٣) ستخرج ما في بطنها من
(١) سؤال: أين جواب الشرط «إذا زلزلت الأرض ..»؟ وهل «أخبارها» مفعول لـ «تحدث» فلم يظهر ذلك أم ماذا؟
الجواب: جواب الشرط هو جملة «تحدث أخبارها»، و «يومئذ» بدل من «إذا ..» الشرطية. و «أخبارها» مفعول ثان لتحدث، أي: تحدث الخلق أخبارها التي كان الكافرون يكذبون بها وينكرونها، وحدث ويحدث يتعدى إلى الثاني بنفسه وبالباء.
(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «أشتاتاً» وكذا «خيراً يره» وكذا «مالها»؟
الجواب: «أشتاتاً» حال أي: متفرقين، «خيراً» تمييز، «يره» مضارع مجزوم جواب شرط جازم وفاعله ضمير مستتر والهاء مفعول به، و «مالها» ما: اسم استفهام مبتدأ، لها: متعلق بمحذوف خبر أي: أي شيء كانت لها.
(٣) سؤال: يقال: هل الإخبار بإيحاء الله للأرض قرينة مؤكدة على أن تحديث الأرض حقيقي؟ وكيف بما ورد في بعض الأخبار بأنها تقول: «لقد عملت على ظهري كذا وكذا في يوم كذا وكذا»؟
الجواب: تحديث الأرض مجاز وليس حقيقة؛ لأن الأرض جماد لا حياة لها ولا علم ولا عقل ولا اختيار، وهذا مثل قوله: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٨٢}[يس]، وقوله تعالى للسماء والأرض: {اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ١١}[فصلت]، ومن هذا الباب قول أبي النجم:
إذا قالت الأنساع للبطن الحقِ ... ***
والنسع بالكسر: حزام عريض يشد به وسط الدابة، والحق: فعل أمر أي: التصق يا بطن بالظهر، وليس هناك قول يقال، وإنما هو تمثيل وتصوير لأثر قدرة الله تعالى في المقدور.
وما روي من أن الأرض تقول يوم القيامة: «لقد عملت على ظهري كذا وكذا ...» فالذي يظهر لي - والله أعلم - أن الله تعالى يظهر يوم القيامة للمجرم صوراً حية لإجرامه وأعماله الخبيثة فيرى أعماله التي كان يعملها في الأرض التي عملت فيها المآثم أبلغ مما يرى اليوم من =