محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الزلزلة

صفحة 666 - الجزء 4

  الْإِنْسَانُ مَا لَهَا ٣ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا⁣(⁣١) ٤ بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا ٥ يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ٦ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧⁣(⁣٢) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨} يذكر الله سبحانه وتعالى أحوال يوم القيامة وحوادثها، وما سوف يلاقيه الإنسان في ذلك اليوم فذكر سبحانه وتعالى أن الأرض تتزلزل وترتجف وتنسف نسفاً فتصير هباءً منبثاً، وأن الأرض⁣(⁣٣) ستخرج ما في بطنها من


(١) سؤال: أين جواب الشرط «إذا زلزلت الأرض ..»؟ وهل «أخبارها» مفعول لـ «تحدث» فلم يظهر ذلك أم ماذا؟

الجواب: جواب الشرط هو جملة «تحدث أخبارها»، و «يومئذ» بدل من «إذا ..» الشرطية. و «أخبارها» مفعول ثان لتحدث، أي: تحدث الخلق أخبارها التي كان الكافرون يكذبون بها وينكرونها، وحدث ويحدث يتعدى إلى الثاني بنفسه وبالباء.

(٢) سؤال: فضلاً ما إعراب «أشتاتاً» وكذا «خيراً يره» وكذا «مالها»؟

الجواب: «أشتاتاً» حال أي: متفرقين، «خيراً» تمييز، «يره» مضارع مجزوم جواب شرط جازم وفاعله ضمير مستتر والهاء مفعول به، و «مالها» ما: اسم استفهام مبتدأ، لها: متعلق بمحذوف خبر أي: أي شيء كانت لها.

(٣) سؤال: يقال: هل الإخبار بإيحاء الله للأرض قرينة مؤكدة على أن تحديث الأرض حقيقي؟ وكيف بما ورد في بعض الأخبار بأنها تقول: «لقد عملت على ظهري كذا وكذا في يوم كذا وكذا»؟

الجواب: تحديث الأرض مجاز وليس حقيقة؛ لأن الأرض جماد لا حياة لها ولا علم ولا عقل ولا اختيار، وهذا مثل قوله: {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ٨٢}⁣[يس]، وقوله تعالى للسماء والأرض: {اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ ١١}⁣[فصلت]، ومن هذا الباب قول أبي النجم:

إذا قالت الأنساع للبطن الحقِ ... ***

والنسع بالكسر: حزام عريض يشد به وسط الدابة، والحق: فعل أمر أي: التصق يا بطن بالظهر، وليس هناك قول يقال، وإنما هو تمثيل وتصوير لأثر قدرة الله تعالى في المقدور.

وما روي من أن الأرض تقول يوم القيامة: «لقد عملت على ظهري كذا وكذا ...» فالذي يظهر لي - والله أعلم - أن الله تعالى يظهر يوم القيامة للمجرم صوراً حية لإجرامه وأعماله الخبيثة فيرى أعماله التي كان يعملها في الأرض التي عملت فيها المآثم أبلغ مما يرى اليوم من =