محاضرات رمضانية في تقريب معاني الآيات القرآنية،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

سورة الزلزلة

صفحة 667 - الجزء 4

  الأموات، وتلقيهم على ظهرها أحياءً بإذن الله تعالى، فهنالك يعلم الإنسان الكافر حقيقة ما وعدت به أنبياء الله ورسله À وصدق ما جاءوا به من الإنذار والتحذير من ملاقاة هذا اليوم، وما فيه من الحساب والجزاء، وعند ذلك ينقسم الناس قسمين فمن كان من أهل⁣(⁣١) طاعة الله تعالى وخشيته فسيجازيه الله أحسن الجزاء ولا ينقصه مثقال ذرة، ومن كان من أهل الكفر بالله تعالى وباليوم الآخر فسيلقى جزاء كفره وعمله حتى جزاء مثقال الذرة من أعماله.

  ومعنى «وقال الإنسان مالها»: أيّ شيء حدث للأرض حتى تزلزلت وأخرجت ما في بطنها.

  * * * * *


= الأفلام الحية، وقد أصبحت اليوم مقاطع الفيديو الحية من وسائل التوثيق التي يذعن المجرم لصحتها ولا يمكنه إنكارها، والله على كل شيء قدير، فهو سبحانه وتعالى الذي خلق البشر وفطر فيهم العقول التي توصلت بالفكر والنظر إلى صناعة آلات التصوير الحي والاتصالات و ... إلخ، ولله المثل الأعلى في السموات والأرض فصناعة تلك الآلات إنما هي أثر من آثار قدرته وعلمه وحكمته ورحمته، فهو سبحانه الذي خلق العقول وفطرها وخلق الأرض وما فيها من أسرار وهدى العقول إلى الانتفاع بما أودع الله تعالى في الأرض من أسرار مادية: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ١ الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى ٢ وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ٣}⁣[الأعلى]، فقد قدّر سبحانه في الأرض يوم خلقها منافع المخلوقات إلى يوم القيامة ففيها معادن الذهب والفضة والحديد و ... إلخ، وفيها البترول والوقود والطاقة الكهربائية والذرية و ... إلخ، قدر الله ذلك في الأرض وهدى عقول البشر إلى استخراجها والانتفاع بها.

(١) سؤال: قد يقال: ما الوجه في قصره على أهل الطاعة والخشية؟

الجواب: الوجه هو أن أهل الكبائر محكوم عليهم بالخلود في النار ولا حسنة لأهل النار، {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا ٢٣}⁣[الفرقان].