سورة الكافرون
  ورفعنا لك ذكرك وشهرنا أمرك، وأعطيناك أجرك في الدنيا والآخرة، ولن ينقطع ذكرك ودينك إلى يوم القيامة، فاستمر على عبادة الله تعالى وتوحيده وخصه بالصلاة والذبح، ولا يصدنك قول ذلك الكافر، ولا تغتم من قيله فهو الأبتر لا أنت(١). ومعنى «شانئك»: مبغضك وكارهك.
  * * * * *
سورة الكافرون
  
  {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ١ لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ ٢ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ٣ وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ ٤ وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ٥(٢) لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ
(١) سؤال: يقال: ذكر الله أن القائل لهذه المقالة هو الحقيق بتلك الصفة (الأبتر) وأكد ذلك لكن يشكل أنه استمر له أولاد وذرية من قِبَل عمرو بن العاص وولده عبدالله وربما غيره أيضاً فكيف ذلك؟
الجواب: سماه الله أبتر لفساد ذريته وشؤمهم وعدم الخير فيهم فقد كانوا من دعاة النار وشيعة الفجار وقد قتل الخضر # غلاماً بأمر الله؛ لأن الله تعالى علم أنه سيكون فاسداً غير صالح {فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا ٨٠}[الكهف]، وقد روي أن عمرو بن العاص تردد في نصر معاوية ومؤازرته على حرب أمير المؤمنين # فحمله أحد أبنائه على نصر معاوية ونصحه وزين له ذلك فدخل مع معاوية في حربه بمشورة ولده.
(٢) سؤال: ظهر لنا الوجه في استخدام الموصول «ما» في قوله: «ما تعبدون» لكن لم يظهر لنا استخدامها في قوله: «ما أعبد» لكونها تستخدم لغير العاقل فكيف؟ وما إعرابها؟ وما الوجه في عطف الجملة الاسمية «ولا أنتم عابدون ما أعبد» على الفعلية التي قبلها؟ وما السر في إعادة «ولا أنا عابد ..» بالجملة الاسمية مع تقدم المعنى بالفعلية في قوله: «لا أعبد ما تعبدون»؟
الجواب: قد كان الخطاب بذلك للمشركين والله تعالى بالنسبة لهم مجهول فخوطبوا على مقتضى ذلك، وايضاً «ما» موضوعة للعاقل وغير العاقل، و «ما» معمولة في محل نصب لأعبد، ولاسم الفاعل في سائرها. والوجه في عطف الاسمية «ولا أنتم عابدون ..» على الجملة =